نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1138
ـ[أم محمد]ــــــــ[10 - 03 - 2011, 07:44 ص]ـ
[في أسباب إجابة الدُّعاء وموانِعها]
ذكر الإمام ابن رجب -رحمه الله- آداب الدعاء والأسباب المقتضية إجابته وما يمنع من ذلك؛ في شرحه على حديث: " إن الله طيبٌ لا يَقبَل إلا طيِّبًا ... ، ثم ذكر الرَّجل يُطيل السَّفر، أشعث أغبر، يمدُّ يدَيه إلى السَّماء: يا ربِّ! يا ربِّ! ومطعمُه حرام، ومشربُه حرام، وملبسُه حرام، وغُذي بالحرام؛ فأنَّى يُستجاب لذلك؟! " ..
أنقل شيئًا من كلامِه -رحمهُ الله-، قال:
هذ الكلام أشار فيه -صلى اللهُ عليهِ وسلَّم- إلى آداب الدُّعاء، وإلى الأسبابِ التي تقتضي إجابته، وإلى ما يمنع من إجابته.
فذكر من الأسباب التي تقتضي إجابة الدعاء أربعة:
- أحدها: إطالة السَّفر.
والسَّفر بمجرده يقتضي إجابة الدُّعاء؛ كما في حديث أبي هريرة، عن النَّبي -صلى اللهُ عليه وسلم-: "ثلاثُ دعوات مُستجاباتٌ لا شكَّ فيهنَّ: دعوة المظلوم، ودعوة المُسافِر، ودعوةُ الوالِد لولدِه".
ومتى طال السَّفر؛ كان أقرب إلى إجابة الدعاء؛ لأنه مظنَّة حصول انكسار النفس بطولِ الغُربة عن الأوطان، وتحمُّل المشاق، والانكِسار مِن أعظم أسباب إجابة الدُّعاء.
والثَّاني: حصول التَّبذُّل في اللِّباس والهيئة بالشعث والاغبِرار، وهو -أيضًا- من المقتضيات لإجابة الدُّعاء؛ كما في الحديث المشهور عن النبي -صلى اللهُ عليهِ وسلم-: "رُبَّ أشعث أغبرَ ذي طِمرَين، مدفوعٍ بالأبواب؛ لو أقسمَ على الله لأبرَّه".
ولما خرج النَّبي -صلى اللهُ عليه وسلم- للاستسقاءِ؛ خرج متبذِّلًا، متواضِعًا، متضرِّعًا.
الثَّالث: مَد يديه إلى السَّماء، وهو مِن آداب الدُّعاء التي يُرجَى بسببِها إجابته.
وفي حديث سلمان، عن النَّبي -صلى اللهُ عليه وسلم-: "إنَّ الله تعالى حييٌّ كريمٌ، يستحيي إذا رفع الرَّجل إليهِ يديه أن يردَّهُما صِفرًا خائبَتَين".
الرَّابع: الإلحاح على اللهِ؛ بتكرير ذِكر ربوبيَّته، وهو مِن أعظم ما يُطلَب به إجابة الدُّعاء.
ومَن تأمَّل الأدعية المذكورة في القرآن؛ وجدها -غالبًا- تُفتتح باسم (الرَّب).
وأمَّا ما يمنع إجابة الدُّعاء:
فقد أشار -صلى اللهُ عليه وسلم- إلى أنَّه التوسُّع في الحرام -أكلًا، وشُربًا، ولبسًا، وتغذيةً-، وقد قال النبي -صلى اللهُ عليه وسلم- لسعد: "أطِبْ مطعمَك؛ تكنْ مُستجاب الدَّعوة".
وقيل لسعد بن أبي وقَّاص: تُستجاب دعوتُك من بين أصحاب رسول الله -صلى اللهُ عليه وسلَّم-؟! فقال: "ما رفعتُ إلى فَمي لُقمةً إلا وأنا عالِمٌ مِن أين مجيئُها، ومِن أين خرجت".
[من أقوال السَّلف في أسباب إجابة الدُّعاء]
قال وهب بن منبه: مثل الذي يدعو بغير عملٍ؛ كمثل الذي يَرمي بغيرِ وتر.
وعن عُمر: بالورع عمَّا حرَّم الله؛ يَقبَل الله الدُّعاء والتَّسبيح.
وعن أبي ذرٍّ: يكفي مع البِرِّ من الدُّعاء؛ مثل ما يكفي الطَّعام من الملح.
وقال محمَّد بن واسع: يكفي من الدُّعاء مع الورع؛ اليسير.
وقيل لسُفيان: لو دعوتَ الله؟! قال: إنَّ تركَ الذُّنوب هو الدُّعاء.
وقال بعضُ السَّلف: لا تستبطئ الإجابة وقد سدَدتَ طُرقها بالمعاصي!
وأخذ هذا المعنى بعضُ الشُّعراء؛ فقال:
نحنُ ندعو الإلهَ في كلِّ كربٍ ... ثم ننساهُ عند كشفِ الكُروبِ
كيف نرجو إجابةً لدُعاءٍ ... قد سددْنا طريقَها بالذُّنوب!!
[انتقاءً من "جامع العلوم والحِكم"، تحت الحديث العاشِر، وما بين معقوفين زيادة مني].
ـ[عائشة]ــــــــ[10 - 03 - 2011, 12:17 م]ـ
جزاكم الله خيرًا على هذه المشارَكات الطيِّبة.
وهذا حديثٌ عن (الاعتداء في الدعاء)، للأستاذ/ أبي مالك الدرعمي -جزاه الله خيرًا-:
http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=2845