نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1130
· الدعاء فى الاصطلاح: قال النبى (الدعاء هو العبادة) وقال الخطابى رحمه الله تعالى هو استدعاء العبد من ربه العناية واستمداد منه المعونة وتبرأ من الحول والقوة وهو سمة العبودية واستشعار الذلة البشرية فما معنى هذا الكلام استدعاء العبد من ربه العناية كما كان النبى يفعل فى كل صباح ومساء (اللهم إنى أسألك العفو والعافية فى الدنيا والآخرة اللهم إنى أسألك العفو والعافية فى دينى ودنياى اللهم استر عوراتى وآمن روعاتى وحفظنى من بين يدى ومن خلفى وعن يمينى وعن شمالى ومن فوقى وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتى) هكذا كان النبى يطلب من الله العناية وكيف كان يطلب من الله المعونة؟ كان يقول بعد كل صلاة (اللهم أعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) بل كان يأمر بها أصحابه والتبرأ من الحول والقوة نعلم جميعا أنه لا تحويل من معصية الله إلى طاعة الله إلا بحول الله وقوته فلا نقول إلا لا حول ولا قوة إلا بالله وهو سمة العبودية واستشعار الذلة البشرية يقول النبى صلى الله عليه وسلم (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء) يعنى فى موضع الذل وهو سمة العبودية يقول النبى صلى الله عليه وسلم (الدعاء هو العبادة ثم تلا قول الله عزوجل {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} غافر60) فهيا بنا نذهب سريعا إلى أقسام الدعاء.
أقسام الدعاء
· القسم الأول العبادة:
وهو أن تعبد الله بمقتضى أسمائه وصفاته فمثلا أنت تعلم أن الله سميع فلا تسمعه إلا ما يرضى به عنك وتعلم أنه بصير فلا تجعله يراى منك إلا ما يرضى به عنك وهكذا. والدليل على هذا القسم {قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ قُل لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} الأنعام 56
· القسم الثانى الطلب والسؤال:
وهو أن تسأل الله بأسمائه وصفاته بما يناسب حاجتك فمثلا أنت تريد المغفرة تقول يا غفور اغفر لى يا رحيم ارحمنى وهكذا كما هو واضح فى دعاء الأنبياء. والدليل على هذا القسم {وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَآئِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} يونس12وقال أيضا {وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ} الزمر8 والدليل على القسمين معا {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} الأعراف180 نذهب سريعا إلى فضل الدعاء.
فضل الدعاء
وهناك فى كتاب الله عزوجل الكثير فى فضل الدعاء وأيضا فى سنة النبى صلى الله عليه وسلم.
· نبدأ بكتاب الله:
يقول الله جل وعلا {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} غافر60 بدأ الله جل شأنه هذه الآية الكريمة "وقال ربكم"وهنا فائدة لماذا قال ربكم مع العلم أن معظم ما يطلب من الله يطلب إما مال أو سلطان أو أولاد أو يشفي من مرض أو غير ذلك فكان من الممكن أن يقول وقال الرازق أو وقال المدبر أو وقال الملك ولكنه قال "وقال ربكم" الجواب لأن الرب فى اللغة بمعنى المربى والسيد والمدبر والمالك والرازق لذا قال "وقال ربكم ادعونى أستجب لكم أن الذين يستكبرون عن عبادتى"أى عن يستنكفون أويأبون أو يستكبرون عن دعائى يدعون من غير الله يسألون مالا يملك لهم ضرا ولا نفعا سيجون مئواهم النار وبئس المصير "سيدخلون جهنم داخرين" وقال جلا وعلا أيضا {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} البقرة186وهنا الفوائد الكثيرة منها
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1130