responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1127
ـ[أم محمد]ــــــــ[11 - 03 - 2011, 02:40 م]ـ
جزاكم الله خيرًا على الإضافات النافعة.

قال الشيخ ابن عثيمين -رحمهُ اللهُ- في "شرح رياض الصالحين":
(وأما حديث عمر بن الخطاب -رضيَ اللهُ عنه- أنَّه أراد أن يعتمر، فقال له النَّبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: " لا تَنسنا يا أخي من دُعائك -أو أشرِكنا- يا أخي في دعائك "؛ فهذا حديث ضعيفٌ -وإن صحَّحه المؤلِّف-؛ فإن المؤلِّف -رحمهُ اللهُ- له منهجه الذي منه: أنه إذا كان الحديث في فضائل الأعمال؛ فإنه يتساهل في الحُكم عليه، والعمل به.
وهذا وإن صدر عن حُسن نيَّة؛ لكن الواجب اتِّباع الحق، فالصَّحيح صحيح، والضَّعيف ضعيف، وفضائل الأعمال تُدرك بغير تصحيح الأحاديث الضعيفة.
نعم، أمر النَّبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- مَن رأى أُويسًا القَرَْني -أو القَرَْني- أن يَطلب منه الدُّعاء، لكن هذا خاص به؛ لأنه كان رجلًا بارًّا بأمِّه، وأراد الله -سُبحانه وتَعالى- أن يَرفع ذِكرَه في هذه الدُّنيا قبل جزاء الآخرة.
ولهذا لم يأمر النَّبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام-بأن يَطلب أحدٌ مِن أحد أن يدعوَ له -مع أن هناك مَن هو أفضل مِن أويس-؛ فأبو بكر أفضل مِن أويس -بلا شكٍّ-، وغيره من الصَّحابة أفضل منه -مِن حيث الصُّحبة-، وما أمر النَّبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام- أحدًا أن يطلب الدُّعاء مِن أحد.
فالصَّواب: أنه لا ينبغي أن يطلب أحدٌ الدُّعاء من غيره -ولو كان رجلًا صالِحًا-؛ وذلك لأن هذا ليس مِن هدي النَّبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-، ولا مِن هدي خلفائه الرَّاشدين.
أمَّا إذا كان الدُّعاء عامًّا؛ يعني: تريد أن تطلب مِن هذا الرَّجل الصَّالح أن يدعو بدُعاء عامٍّ؛ كأنَّ تطلب منه أن يدعو الله بالغيث، أو يرفع الفتن عن النَّاس، أو ما شابه ذلك؛ فلا بأس؛ لأنَّ هذا لمصلحة غيرِك، كما لو سألتَ المال للفقير؛ فإنك لا تُلام على هذا ولا تُذم.
وكذلك النَّبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام-: فإن سؤال الصَّحابة له مِن خصوصياته؛ يَسألونه أن يدعو اللهَ لهم، كما قال الرَّجل حين حدَّث النَّبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- عن السَّبعين ألفًا الذين يَدخلون الجنَّة بغير حساب ولا عذاب، فقام عكاشة بن محصن، قال: ادعُ الله أن يجعلني منهم. قال: " أنتَ مِنهم "، ثم قام رجل آخر فقال -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: " سَبَقك بها عُكَّاشة ".
وكما قالت المرأة التي تصرع، حيث طلبت من النَّبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أن يدعو الله لها. فقال: " إن شئتِ دعوتُ اللهَ لك، وإن شئتِ صبرتِ ولكِ الجنةُ "، فقالت: أصبِرُ، ولكن ادعُ الله أن لا تنكشف عورتي.
فالحاصل: أن الرسول -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام- من خصوصياته ان يُسأل الدُّعاء، أما غيرُه فلا.
نعم؛ لو أراد الإنسانُ أن يَسأل مِن غيره الدُّعاء وقصده مصلحة الغير؛ يعني: يريد أن الله يُثيب هذا الرجل على دعوته لأخيه، أو أن الله تعالى يَستجيب دعوته؛ لأنه إذا دعا الإنسان لأخيه بظهر الغيب؛ قال المَلَك: آمين ولك بمثل. فالأعمال بالنيَّات، هذا ما نوى لمصلحة نفسِه خاصة، بل لمصلحة نفسه ومصلحة أخيه الذي طلب منه الدُّعاء، فالأعمال بالنيات.
أمَّا المصلحة الخاصة؛ فهذا كما قال الشافعي -رحمهُ اللهُ- يدخل في المسألة المذمومة؛ وقد بايع النَّبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أصحابه على أن لا يسألوا الناس شيئًا).
[نقلًا من "شرح رياض الصالحين"، باب زيارة أهلِ الخير ومجالستهم وصُحبتهم].

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست