responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1126
((وَدَّعَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عُمَرَ بنَ الخطابِ في مَسِيرِهِ إلى العُمْرةِ،
فقال: يا أخي، لا تَنْسَنَا من دُعائِكَ)).
فلنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوةٌ.
جزاكم الله خيرًا.
ولعلي من المناسب أن أنقل طرفًا من كلام ابن تيميَّة المشار إليه آنفًا في كتاب "الواسطة بين الحق والخلق"، قال:
(الدعاء مشروع، أن يدعو الأعلى للأدنى، والأدنى للأعلى فطلب الشفاعة والدعاء من الأنبياء كما كان المسلمون يستشفعون بالنبي صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء، ويطلبون منه الدعاء، بل وكذلك بعده استسقى عمر والمسلمون بالعباس عمه، والناس يطلبون الشفاعة يوم القيامة من الأنبياء، ومحمد صلى الله عليه وسلم وهو سيد الشفعاء، وله شفاعات يختص بها ومع هذا؛ فقد ثبت في "الصحيحين": عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ؛ فإنه من صلى عليَّ مرة صلى الله عليه عشراً، ثم سلوا الله لى الوسيلة، فإنها درجة فى الجنة لا تنبغى إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون ذلك العبد، فمن سأل الله لى الوسيلة حَلت عليه شفاعتى يوم القيامة ".
وقد قال صلى الله عليه وسلم لعمر -لما أراد أن يعتمر وودعه-: " يا أخي لا تنسني من دعائك ".
فالنبي صلى الله عليه وسلم قد طلب من أمته أن يدعوا له، ولكن ليس ذلك من باب سؤالهم؛ بل أمرُه بذلك لهم كأمرِه لهم بسائر الطاعات التى يثابون عليها، مع أنه صلى الله عليه وسلم له مثل أجورهم فى كل ما يعملونه، فإنه قد صح عنه أنه قال: " مَن دعا إلى هُدًى كان له مِن الأجر مثل أجور من اتبعه مِن غير أن ينقص مِن أجورهم شيئًا، ومَن دعا إلى ضلالة كان عليه من الوِزْر مثل أوزار مَن اتبعه مِن غير أن ينقص مِن أوزارهم شيئًا "، وهو داعي الأمة إلى كل هدى، فله مثل أجورهم فى كل ما اتبعوه فيه.
وكذلك إذا صلوا عليه، فإن الله يصلي على أحدهم عشرًا، وله مثل أجورهم مع ما يستجيبه مِن دعائهم له، فذلك الدعاء قد أعطاهم الله أجرهم عليه، وصار ما حصل له به مِن النفع نعمة من الله عليه، وقد ثبت عنه فى الصحيح أنه قال: " ما مِن رجل يدعو لأخيه بظهر الغيب بدعوة إلا وكل الله به ملكًا، كلما دعا لأخيه بدعوة قال الملك الموكل به: آمين ولك مثل ذلك "، وفى حديث آخر: " أسرع الدعاء دعوة غائب لغائب ".
فالدعاء للغير ينتفع به الداعي والمدعو له، وإن كان الداعي دون المدعو له، فدعاء المؤمن لأخيه ينتفع به الداعي والمدعو له.
فمن قال لغيره: ادع لي وقصد انتفاعهما جميعًا بذلك؛ كان هو وأخوه متعاونين على البر والتقوى، فهو نبَّه المسؤول وأشار عليه بما ينفعهما، والمسؤول فعل ما ينفعهما، بمنزلة مَن يأمر غيره ببِرٍّ وتقوى، فيثاب المأمور على فِعله، والآمر أيضًا يثاب مثل ثوابه؛ لكونه دعا إليه ...).

وتجدر الإشارة إلى أن حديث: (لا تنسنا يا أخي من دعائك) ضعَّفه بعضُ أهل العلم؛ منهم: الإمام الألباني -كما في "ضعيف الجامع" (6278، 6377)، والإمام ابن عثيمين -كما في شرحه لرياض الصالحين-، ولعلي أنقلُ -لاحقًا-إن شاء الله- كلامَه فيه.

ـ[عائشة]ــــــــ[11 - 03 - 2011, 01:14 م]ـ
بارك الله فيكم جميعًا.

ذُكِرَ عَنْ إبراهيمَ النَّخَعيِّ أنَّه قِيلَ له: ادعُ لنا. فَكَرِهَ ذلك، واشتدَّ عليه.

وقيلَ لعُمَرَ مرَّةً: ادعُ لنا! فقال: أأنبياء نَحْن؟!
نقله ابنُ رَجَبٍ في بعضِ مُصنَّفاته.

[يُنظَر: " المنتقَى النَّفيس من تلبيس إبليس ": 386].

ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[11 - 03 - 2011, 01:57 م]ـ
فالدعاء للغير ينتفع به الداعي والمدعو له، وإن كان الداعي دون المدعو له، فدعاء المؤمن لأخيه ينتفع به الداعي والمدعو له.
فمن قال لغيره: ادع لي وقصد انتفاعهما جميعًا بذلك؛ كان هو وأخوه متعاونين على البر والتقوى، فهو نبَّه المسؤول وأشار عليه بما ينفعهما، والمسؤول فعل ما ينفعهما، بمنزلة مَن يأمر غيره ببِرٍّ وتقوى، فيثاب المأمور على فِعله، والآمر أيضًا يثاب مثل ثوابه؛ لكونه دعا إليه ...).

نعم هو ذاك، بارك الله فيك، وزادك فضلا.
وهذا الذي ذكره الشيخ-رحمه الله-هو ما نقصِده من قولنا-في بعض الأحيان-: (لا تنسنا من دعائك)، ولا نتخذ ذلك عادةً أو ديدنًا.
وأصل هذا الكلام في مجموع فتاويه، وقد استلّه الشيخ محمد بن جميل زينو-رحمه الله-من المجموع، وطبعه في رسالة مفردة باسم (الواسطة بين الحق والخلق) كما تفضلتِ.

ذُكِرَ عَنْ إبراهيمَ النَّخَعيِّ أنَّه قِيلَ له: ادعُ لنا. فَكَرِهَ ذلك، واشتدَّ عليه.
وقيلَ لعُمَرَ مرَّةً: ادعُ لنا! فقال: أأنبياء نَحْن؟!
نقله ابنُ رَجَبٍ في بعضِ مُصنَّفاته.

وفي مصنف عبد الرزاق: قال رجل لطاوس ادع لنا فقال ما أجد لقلبي الآن خشية فأدعو لك!
وفي شعب الإيمان: عن عبيد الله بن أبي صالح قال: دخلت علي طاوس وأنا مريض فقلت: يا أبا عبد الرحمن ادع لنا فقال: ادع لنفسك فإنه يجيب المضطر إذا دعاه.
وهذا من ورعه-رحمه الله تعالى-، كما قال أحد السلف: (ما أمن النفاق من أمن النفاق)، وكذلك ما ورد من نهي السلف عن ذلك، فمحمولٌ على الإكثار الذي قد يفضي إلى العُجْب أو الرياء.
والله أعلم.
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1126
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست