responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1108
الرد على من يرى وقوع القلب في قوله تعالى: (وربك فكبر)
ـ[عزت لبيب]ــــــــ[22 - 03 - 2011, 07:33 م]ـ
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم
وبعد
فلقد كثُر الكلام فى قول الله عزوجل (ربك فكبر) إنه معجزة إذا قرأت من اليمين أو اليسار فهى نفس الآية, فأقول إن هذا تعنت وما نزل القرآن من أجل هذا الكلام وقد قال العلماء من قبل لا يجوز هذا الفعل من ثلاثة أوجه:
الأول: أنه تنكيس للقرآن، وقد نصّ العلماء على أنه لا يجوز تنكيس القرآن.
قال الإمام القرطبي في مقدمة تفسيره: ومِن حُرمته ألاَّ يُتْلَى مَنْكُوسًا.
وقال أيضا: وأما ما رُوي عن ابن مسعود وإن عمر أنهما كَرِها أن يُقرأ القرآن منكوسا، وقالا: ذلك منكوس القلب. فإنما عَنَيا بذلك مَن يَقرأ السورة منكوسة، ويبتديء من آخرها إلى أولها؛ لأن ذلك حرام محظور.
وذَكَر النووي أن أبا دواد روى بإسناده الصحيح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قيل له: إن فلانا يقرأ القرآن منكوسا. فقال: ذلك منكوس القلب. وأما قراءة السور من آخرها إلى أولها فممنوع منعا مُتأكدا، فإنه يُذْهِب بعض ضروب الإعجاز، ويُزيل حِكْمَة ترتيب الآيات، وقد روى ابن أبي داود عن إبراهيم النخعي الإمام التابعي الجليل والإمام مالك بن أنس أنهما كَرِها ذلك، وأن مَالِكًا كان يَعِيبه، ويقول: هذا عظيم.

الثاني: كونه تكلّفا، وهذا أبعد ما يكون عن طريقة القرآن والسنة.
الثالث: ما يتضمنه من حذف لبعض أحرف الآية، وهذا يُخشى على فاعله من الكُفر.
فإن الآية المذكورة (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ)، لا يتم ما قالوه فيها إلاّ بِحف حرف الواو في أول الآية.
لأن إبقاء حرف الواو يُفسد عليهم ما زعموه!

والله تعالى أعلم.

ـ[أم محمد]ــــــــ[26 - 03 - 2011, 09:08 ص]ـ
جزاك اللهُ خيرًا.

هذه فوائد حول (التنكيس) أنقلها لمن يريد أن يستزيد.

التَّنكيس -وهو قراءة المتأخر على المتقدِّم من القرآن- أقسام؛ قال العلامة ابن عثيمين -رحمهُ الله- في "الشرح الممتع" (3/ 77 - 80):
(... تنكيس السُّور، والآيات، والكلمات، والحروف.
أمَّا تنكيس الحُروف؛ بمعنى: أن تكونَ الكلمةُ مشتملةً على ثلاثة أحرف؛ فيبدؤها الإنسانُ من آخرِها -مثلًا-؛ فهذا لا شكَّ في تحريمه، وأنَّ الصَّلاةَ تبطل به؛ لأنَّه أخرج القرآنَ عن الوجه الذي تكلَّم الله به، كما أنَّ الغالب أن المعنى يختلف اختِلافًا كثيرًا.
وأمَّا تنكيس الكلمات؛ أي: يبدأ بكلمةٍ قبل أخرى؛ مثل: أن يقول: (الحمدُ لرب العالَمين، الله الرحمن الرحيم)؛ فهذا -أيضًا- محرَّم -بلا شكَّ-؛ لأنه إخراج لكلامِ الله عن الوجه الذي تكلَّم اللهُ به، وتبطُل به الصلاة.
وأمَّا تنكيس الآيات -أيضًا-؛ فمُحرَّم -على القول الراجِح؛ لأن ترتيب الآيات توقيفي، ومعنى (توقيفي): أنَّه يُتوقَّف فيه على ما ورد به الشَّرع.
ولهذا تجدُ -أحيانًا- بعضَ الآيات بين آيات لا يَظهر لك تعلُّقها بها، أو مقدَّمًا على ما سبقه في النُّزول مما يدلُّ على أن الأمر توقيفي؛ مثل قولِه -تَعالى-: ((الَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا)) [البقرة: 234]، وقوله: ((والَّذين يُتَوَفَّونَ مِنكُم ويَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَّصيَّةً لِأزْواجِهم مَّتَاعًا إلى الحَولِ غيرَ إخْراجٍ)) الآية [البقرة: 240].
الأولى: سابقة بالقراءة.
والثَّانية: أسبق نُزولًا.
ولو كان الترتيب غير توقيفي؛ لكان على حسب النُّزول.
ومثال الأول: قوله -تَعالى-: ((حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238) فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (239))) [البقرة] ... ؛ فإن هاتين الآيتين كانتا بين آيات المعتدَّات، وهذا دليل على أن ترتيب الآيات توقيفيٌّ.
وأمَّا تنكيس السُّور؛ فيُكره، وقيل: يجوز.
أمَّا الذين قالوا بالجواز؛ فاستدلُّوا: بحديث حُذيفة بن اليمان الذي في "صحيح مسلم": أنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قال من الليلِ فقرأ بسورةِ البقرة، ثم بالنِّساء، ثم آل عمران. وهذا على غيرِ التَّرتيب المعروف، قالوا: وفِعل النَّبي -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- دليلٌ على الجواز.
وأمَّا الذين قالوا بالكراهة؛ فقالوا: إنَّ الصَّحابة -رضيَ الله عنهم- وضعُوا المُصحَف الإمام -الذي يكادون يُجمِعون عليه- في عهد أمير المؤمنين عثمان بن عفان، وضعوه على هذا التَّرتيب؛ فلا ينبغي الخُروج عن إجماعِهم، أو عمَّا يكون كالإجماع منهم؛ لأنهم سلفُنا وقدوتُنا، وهو مِن سُنَّة الخليفة الرَّاشد عثمان بن عفان -رضيَ اللهُ عنه-، وقد أُمرنا باتِّباعه.
ولأنَّه قد يكون فيه تشويش على العامَّة، وتنقُّص كلام الله -عزَّ وجلَّ- إذا رأوا النَّاس يُقدِّمون ويؤخِّرون فيه.
ولكن القول بالكراهة: قولٌ وسط؛ فيُقال: إن الصَّحابة لم يُجمعوا على هذا الترتيب؛ فإن في مصاحف بعضِهم ما يُخالف هذا الترتيب؛ كمصحف ابن مسعود -رضيَ اللهُ عنه-.
وأمَّا قراءة النَّبي -عليه الصَّلاة والسلام- في حديث حذيفة "النساء" قبل "آل عمران"؛ فهذا لعله قبل العرضة الأخيرة؛ فيكون ما اتفق عليه الصَّحابة -أو كادوا يتَّفقون عليه- هو الذي استقرَّ عليه الأمرُ، ولا سيَّما وأن رسول الله -صلَّى اللهُ عليه وسلم- كان يقرنُ بين البقرة وآل عمران؛ مما يدل على أنَّهما قرينتان؛ فيكون تقديمه لـ"النساء" في حديث حذيفةَ قبل الترتيب الأخير.
والحقُّ: أن الترتيب بين السُّور منه توقيفيٌّ، ومنه اجتِهاديٌّ، فما وردت به السُّنَّة -كالترتيب بين "الجمعة" و"المنافقين"، وبين "سبِّح" و"الغاشية"-؛ فهو على سبيل التوقيف؛ فالنَّبي -عليه الصَّلاة والسلام- قرأ "الجمعة" قبل "المنافِقين" ...
وما لم تَرد به السُّنَّة؛ فهو اجتِهاد من الصَّحابة، والغالِب أن الاجتهاد -إذا كان معه الأكثر- أقرب إلى الصَّواب) اهـ.

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست