responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1090
أسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء على ما تبذلون من وقت وجهد لتقديم الخير للناس، وأشكرك على حسن اختيارك للأحاديث النافعة.
رحم الله شيخ الإسلام من إمام هدى وسُنة.

ـ[أم محمد]ــــــــ[07 - 04 - 2011, 04:03 م]ـ
مجلس في «الصَّبرِ والشُّكرِ»
الصَّبر والشُّكرُ على ما يُقدِّرهُ الرَّبُّ على عبدِه من السَّرَّاء والضَّرَّاء، مِن النِّعم والمصائب، مِن الحَسنات التي يبلوه بها، والسَّيئات؛ فعليهِ أن يتلقَّى المصائبَ بالصَّبر، والنِّعمَ بالشُّكر.
ومِن النِّعَم: ما يُيسِّره له مِن أفعال الخير، ومنها ما هي خارجةٌ عن أفعالِه؛ فيشهدُ القدَر عند فِعلِه للطَّاعات، وعند إنعامِ الله عليه؛ فيشكره، ويشهدُه عند المصائب؛ فيصبر.
وأمَّا عند ذُنوبِه: فيكون مستغفِرًا تائبًا؛ كما قال: {فاصْبِرْ إنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ واستَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} [غافر: 55].
وأمَّا مَن عكس هذا: فشهد القدَر عند ذُنوبه، وشهد فِعله عند الحسنات؛ فهو مِن أعظم المُجرِمين، ومَن شهد فِعله فيهما؛ فهو قدَري، ومن شهد القدَر فيهما، ولم يعترف بالذَّنب ويستغفره؛ فهو مِن جِنس المشركين.
وأمَّا المؤمن؛ فيقولُ: أبوءُ لكَ بِنعمتِك عليَّ، وأبوءُ بذنبي؛ فاغفرِ لي؛ كما في الحديث الصَّحيح الإلهي: «يا عبادي: إنَّما هي أعمالُكم أُحصيها لكُم، ثم أُوفِّيكم إيَّاها، فمَن وجدَ خيرًا؛ فلْيحمَدِ اللهَ، ومَن وجَدَ غيرَ ذلك؛ فلا يَلومَنَّ إلا نفْسَه».
وكان نبيُّنا -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- مُتَّبعًا ما أُمر به مِن الصَّبر على أذى الخَلْق.
ففي «الصَّحيحَين»: عن عائشة قالت: «ما ضربَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- بيدِه خادمًا له، ولا دابةً، ولا شيئًا قط؛ إلا أن يُجاهِد في سبيل الله، ولا نِيل منه شيءٌ قطُّ فانتقَم لنفسِه؛ إلا أن تُنتَهَكَ مَحارمُ اللهِ، فإذا انتُهكتْ محارمُ الله؛ لم يَقُمْ لغضبِه شيءٌ حتى يَنتقمَ لله».
وقال أنسٌ: خدمتُ رسول الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- عشر سنين؛ فما قال لشيءٍ فعلتُه: لمَ فعلتَه؟ ولا لشيءٍ لم أفعلْه: لمَ لا فعلتَه؟ وكان بعضُ أهلِه إذا عتبني على شيء؛ يقول: «دَعُوهُ، دَعُوهُ؛ فلو قُضِي شيءٌ؛ لَكانَ».
وفي «السُّنن»: عن ابن مسعودٍ -رضيَ اللهُ عنهُ- أنه ذَكَر للنَّبي -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- قولَ بعضِ مَن آذاه؛ فقال: «دعنا منكَ، فقد أُوذِيَ موسَى بأكبرَ من هذا؛ فصبَر».
فكان يصبرُ على أذى النَّاس له مِن الكُفَّار والمنافِقين، وأذى بعض المؤمنين؛ كما قال -تَعالى-: {إنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤذِي النَّبيَّ فَيَستَحْيِي مِنكُمْ} [سورة الأحزاب: 53]، وكان يذكر: أن هذا مقدَّر.
والمؤمن مأمورٌ بأن يَصبِر على المقدور؛ ولذلك قال: {وإنْ تَصْبِرُوا وتتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيدُهُمْ شَيْئًا} [آل عمران: 120]، فالتَّقوى: فِعل المأمور، وتَرك المحظور، والصَّبر على أذاهم، ثم إنَّه حيث أباح المعاقبة؛ قال: {وإنْ عاقبْتُم فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبتُمْ بِهِ ولَئِنْ صَبَرتُمْ لَهُوَ خير لِّلصَّابِرين - واصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلا بِاللهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ في ضَيْقٍ ممَّا يَمكُرُونَ} [النحل: 136 - 137].
فأخبر أن صبرَه بالله؛ فاللهُ هو الذي يُعينُه عليه؛ فإن الصبرَ على المكارِه بِتركِ الانتِقام من الظالم ثقيلٌ على الأنفُس، لكن صَبره بالله؛ كما أمرهُ أن يكونَ لله؛ في قولِه: {وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ} [المدثر: 7]، لكن: هناك ذكرَهُ في الجملة الطَّلبيَّة الأمريَّة؛ لأنه مأمورٌ أن يصبرَ لله لا لِغيرِه، وهنا [ذكرَهُ] في الخبريَّة؛ فقال: {وَمَا صَبْرُك إلا باللهِ} [النحل: 137]؛ فإنَّ الصبرَ وسائر الحوادث لا تقعُ إلا بالله، ثم قد يكونُ ذلك، وقد لا يكونُ؛ فما لا يكون بالله؛ لا يكونُ، وما لا يكونُ لله؛ لا ينفعُ ولا يدومُ، ولا يُقال: واصبِر بالله؛ فإنَّ الصبرَ لا يكون إلا بالله؛ لكنْ يُقال: استعينوا باللهِ واصبِروا، فنستعينُ بالله على الصَّبر.

ـ[أم محمد]ــــــــ[25 - 04 - 2011, 05:14 م]ـ
مجلس في «الصَّبر وأنواعه»

الصبر عن المحرَّمات واجب وإن كانت النَّفس تشتهيها وتهواها.
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1090
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست