responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1085
تفريغ محاضرة: " تفسير قوله تعالى: {ولا تقف ما ليس لك به علم} " - صالح السحيمي
ـ[أم محمد]ــــــــ[03 - 04 - 2011, 05:30 م]ـ
البسملة1

تفسير قوله تعالى:
{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}

لفضيلة الشيخ صالح السُّحيمي
-حفظه الله-

محاضرة مفرغة *

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:

أيها الإخوة في الله! دَرْسُنا في هذه الليلة حول قوله -سُبحانهُ وتَعالَى-: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36].

وفي معنى هذه الآية قوله الله -سُبحانهُ وتَعالَى-: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الأعراف: 33]. وفي هذا المعنى - أيضًا - قول النبي -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: " كَفى بالمرءِ كذبًا أن يحدِّث بكل ما سمع "، وقوله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: " إياكم والظنَّ؛ فإن الظنَّ أكذب الحديث "، قوله - عليه الصلاة والسلام-: " عليكم بالصدق؛ فإن الصدق ... يهدي إلى الجنة، وإياكم والكذبَ؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار ". وقبل ذلك: قول الله -سُبحانهُ وتَعالَى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} [الحجرات: 12]، قول الله -سُبحانهُ وتَعالَى-: {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا} [النور: 12]، وقول الله -سُبحانهُ وتَعالَى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات: 6].

كثير من الناس، وبخاصة عندما تكون الفتن والأحداث تكثر الإشاعات والبلبلة، وكثير من الناس يهرف بما لا يعرف، وآخر يتلقى؛ فيذيع كل ما تلقى؛ فكأنه إذاعة متنقلة؛ كلَّما سمع مِن خبر طيب أو خبيث، حسن أم قبيح، صحيح أم كذب، له حقيقة أم ليست له حقيقة!! ويا ليته يقف عند هذا الحد، بل إنه ربما زاد وألزم بما لم يَلزم، وحمَّل الكلام ما لا يحتمل، وألزم الشخصَ الذي سمع منه ما لا يَلزم مِن قوله، وكلَّفه ما لم يقل، بل وتقوَّل عليه وزاد عليه، وألزمه بأمور لم يعنِها ولم يقصدها ولم يُرِدْها.

يا عبد الله! اِعلم أنَّ عليك حفظة وكَتَبة يكتبون كلَّ صغيرة وكبيرة مما تقول ومما تفعل، والله -تَبارك وتَعالى- شاهد على الجميع، وهو يعلم ذلك ولا يحتاج إلى هؤلاء الكتبة، ولكن من باب إظهار قدرته وإقامة حجته على عباده، {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ - كِرَامًا كَاتِبِينَ - يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} [الانفطار: 10 - 12]، ويقول تبارك تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ - إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ - مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 16 - 18]، ويقول -تَبارك وتَعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: 24].

أيها الإخوة في الله!

¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1085
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست