نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1057
وسلفية ما بعد الخلاف تعني: الأخذ بكتابات ومواقف علماء السلفية عبر عصور ما بعد الخلاف، والاستفادة منها في معرفة مدى أخطاء وضلالات الفرق المخالفة والتي قد تكون دقيقة تلتبس على البعض.
وبالنظر إلى أن هناك من العلماء والمفكرين من لا ينتبهون إلى فوارق وأخطاء الفرق المنحرفة عن منهج أهل السنة والجماعة وعقيدة السلف، أو يهون كثيرًا من شأنها لعدم استيعابهم لحجم هذه الانحرافات وخطورتها، كل ذلك يبين أهمية الوعي بكتابات ومواقف السلفيين فيما بعد الخلاف بردودهم على الفرق المنحرفة ونقدهم لها منهجًا واعتقادًا.
إن مقولات الفرق المنحرفة تعدت كتب العقيدة ودخلت في الكثير من العلوم الإسلامية: كالسنة، والتفسير، واللغة، والفقه، بل والرقائق والأدب، مما لا يسلم من التعرض له طلاب العلم في دراساتهم، ومن ثمَّ لزم على طلاب العلم أن يستوعبوا كتابات أئمة المنهج السلفي في القضايا العقائدية، حتى يتمكنوا من التمييز بين الخطأ والصواب، الحق والباطل، السنة والبدعة.
ويؤيد ذلك:
1 - أن ما قدمه سلفيو ما قبل الخلاف -رضي الله عنهم- كان في غالبه عرضًا مجملاً في بعض قضايا العقيدة؛ لأنهم في زمانهم لم يكونوا بحاجة إلى التفصيل فيها على النحو الذي استشرى في الأزمان التي تلت زمنهم، مما حدا بسلفي ما بعد الخلاف إلى الخوض في تفاصيل هذه العقيدة حماية لعقيدة المسلمين من الخروج عن عقيدة السلف.
2 - إن دعاة الانحراف المخالفين لعقائد الصحابة المستمدة من الكتاب والسنة لا يظهرون مصادمة الكتاب والسنة ومناوئة ما ورد عن السلف الصالح، حتى يسهل على المسلم المقبل على الكتاب والسنة المعظم لهدي السلف الصالح أن يتجنبهم، ولكنهم يتظاهرون بالغيرة على الإسلام، والرغبة في تنزيه صفات الله وأسمائه، والرد على الطاعنين في الدين، ويكثرون من الاستشهادات والتعليلات بصورة تلتبس على من لا يعرف مقالات علماء السلفية جيلاً بعد جيل في بيان هذه الانحرافات وخطورتها.
أما العوام من المسلمين من غير الطلاب الدارسين فقد يكون عرض سلفية ما قبل الخلاف عليهم لتقرير عقائد السلف دون مسائل الاختلاف وآراء الفرق المنحرفة بما يكسبهم حصانة تجعلهم ينفرون من الضد المخالف لو عرض عليهم أو تعرضوا له [1] (http://muntada.islamtoday.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1046652#_ftn1).
[1] (http://muntada.islamtoday.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1046652#_ftnref1)- " ولعل كتاب الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- "التوحيد الذي هو حق الله على العبيد" يعد تطبيقًا أنموذجيًا لهذا العرض لسلفية ما قبل الخلاف على عموم المسلمين مع كون أشار بسهولة ويسر لبعض المسائل المشهورة لما بعد الخلاف".
ـ[أبو حفص]ــــــــ[04 - 06 - 2011, 03:12 م]ـ
بارك الله فيك ..
واصل وصلك الله بهداه ..
ـ[أبو مالك الدرعمي]ــــــــ[07 - 06 - 2011, 06:02 ص]ـ
بارك الله فيك ..
واصل وصلك الله بهداه ..
جبر الله خاطرك
وأسعدك في الدنيا والآخرة
ـ[أبو مالك الدرعمي]ــــــــ[07 - 06 - 2011, 06:07 ص]ـ
8 - لماذا التسمية بالسلفية وهو اسم لم يرد في الكتاب أو السنة؟
إن إطلاق الأسماء على أي حقيقة لا ضرر منه مطلقًا،
سواء في الشرعيات أو المباحات، والاسم طالما أنه يشتمل على باطل فليس ممنوعًا شرعًا.
ولقد سمي بعض المسلمين بالمهاجرين من أجل الهجرة، وسمي البعض الآخر بالأنصار من أجل النصرة، وسمي من جاء بعدهم بالتابعين لاتباعهم من سبقهم من المهاجرين والأنصار، فما هو الضير في تسمي من تلمس هدي السلف من المهاجرين والأنصار والتابعين بالسلفيين؟!
ولقد كانت هذه التسمية ضرورية وما زالت لتمييز الطائفة المهتدية بالسلف عن سائر الطوائف المخالفة لهم باسم يشير إليهم من بين من يخالفهم، وهي نسبة قبل أن تكون اسمًا علمًا.
ومن هذا فنحن لا نتعصب لهذا الاسم، بل نحب كل مسلم يشهد الشهادتين، ويعمل حسب استطاعته بمقتضاهما، ونوالي كل مسلم يحب الله ورسوله، ولا ننصر السلفي إن كان مبطلاً، ولو كان عدوه كافرًا، فنحن لا نوالي السلفي في الظلم، بل نوالي كل مسلم حسب دينه واعتقاده وإيمانه، ونحن في النهاية حملة دعوة تسمى "الدعوة السلفية"، وهذه الدعوة منهج كامل لفهم الإسلام والعمل به والدعوة إليه .. وقد تضافر العلماء السلفيون على شرح هذه الدعوة وبيانها عبر القرون، وإلى يومنا هذا، ونحن على منهج هؤلاء العلماء العاملين، والفرق بيننا وبين غيرنا أننا لا نتعصب لهذا الاسم، ولا نعادي عليه، ولا نجعله شعارًا بديلاً عن الإسلام، بل نحن مسلمون أولاً وأخيرًا، والسلفية لا تعني عندنا أكثر من الفهم الصحيح للإسلام الموافق للكتاب والسنة والمتبع للسف الصالح -رضوان الله عليهم-، والعمل بذلك.
ولا يخفى أن تقسيم الأمة إلى سلفيين وغير سلفيين إنما أملاه واقع الأمة من عدة قرون لما ظهر مصطلح "الخف" في مقابلة "السلف" فصار مألوفًا أن يقال: مذهب الخلف ومذهب السلف فهو تقسيم من صنع الخلف قبل أن يكون من صنع السلفيين أنفسهم؛ لذا كان من أقوالهم طريقة الخلف أحكم وأعلم، وطريق السلف أسلم وأحوط، مع أن الحق أن طريقة السلف أعلم وأحكم وأسلم، وصدق قائلهم:
كل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف
9 - هل اسم السلفية يعد بديلاً عن اسم أهل السنة والجماعة؟
ليس اسم "السلفية" بديلاً عن اسم "أهل السنة والجماعة" أو إلغاءً له، فإن المذهب السلفي هو مذهب أهل السنة والجماعة، والمنهج السلفي هو منهج "أهل الحديث"، وهذه الأسماء كلها أشبه بمرادفات لبعضها البعض، وكلها تشير إلى الفرقة الناجية التي أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنها على ما كان عليه -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، وإنما تعددت الأسماء لها بغلبة اسم منها على هذه الفرقة في فترة من الفترات بحسب ظروف هذه الفترة، وما فيها من التطورات التي شهدها المسلمون.
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1057