الحمدُ للهِ ربِّ العالَمين، والصلاةُ والسلامُ على سيِّدِ المرسَلين، وعلى آلِه وصحبِه أجمعين.
أمَّا بعدُ:
أيُّها الفتى المسلمُ الحبيبُ:
هذه سِلسلةٌ عِلمِيَّةٌ تَعليمِيَّةٌ تتعرَّفُ فيها إلى دينِك الذي نَشَأتَ عليهِ، وتَرَبَّيتَ على أحْكامِه: «الإسلام»، ومِن خِلالِها تَتعلَّمُ أهَمَّ ما أوْجَبَهُ عليك خالقُك العظيم: «الله»، وتعرِفُ -أيضًا- سيرةَ وسُنةَ نبيِّك الكريمِ: «محمَّدٍ» -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-، وجميعَ ما يتَّصلُ بهذا كلِّه مِن عقائد، ومعامَلات، وعبادات، وأخلاق.
وتكمُن قيمةُ هذه السِّلسلةِ في جمعِها بين جَودة المعرفة، وسُهولة الأسلوب، مما يجعلكَ تفهمُها فهمًا جيدًا، دون أن تستعينَ بأحَدٍ مِنْ أهلِكَ وأقرِبائِكَ إلا في أقَلَّ القَليل.
وأخيرًا:
أسألُ اللهَ أنْ ينفعَكَ بها إنه سميعٌ مُجيبٌ.
* * * * *
* كنتُ قد نقلتُه قديمًا في بعض المنتديات ولم أكمِله، ثم أكملتُه قبل مدة في (كل السلفيين) -بعد مراجعة وزيادة ضبط وتعديل-. وأسأل الله أن ينفع به، ويجزي الشيخ عليًّا الحلبي خير الجزاء على جهوده العلميَّة ويبارك في عِلمِه وعُمُره. وللحصول على الكِتاب مُصوَّرًا: انقر هنا (http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?p=7812#post7812).
ـ[أم محمد]ــــــــ[30 - 06 - 2011, 09:49 م]ـ
-1 -
اللهُ -سُبحانَهُ وتَعالَى-
(1)
اعلمْ أنَّ معرفةَ اللهِ -سُبحانَهُ وتَعالَى-، والإيمانَ به، وعبادتَه، والتَّصديقَ بما جاء مِن عندهِ: هو أهَمُّ ما يَجبُ على المسلمِ أن يتعلَّمَه ويَعرِفَه ويفهمَه.
أمَّا مَن لم يعرفِ «اللهَ» الخالقَ له، ومالِكَه، والمتصرِّفَ به؛ فإنَّه يعيشُ في هذه الحياةِ الدُّنيا كالحيوانِ: يأكُل ويَشربُ، يَنامُ ويستيقظ ... وَهَكذا؛ فينتهي عُمُرُه على هذهِ الحالة، وهو لا يَعلمُ لماذا خُلِق؟ وكيف عاش؟
قال الله -سُبحانَهُ وتَعالَى- في القُرآنِ العظيم:
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ (1) وَالنَّارُ مَثْوًى (2) لَهُمْ} [محمَّد: 12].
وهُم كذلك سيُفسِدون في الأرضِ بِأفعالِهم، ويُسيئون بأعمالِهم؛ لأنَّهم لا يَعرِفون الأعمالَ الصَّالحةَ، ولا يَعلَمون ما هي الأعمالُ الفاسِدةُ، ولا يَدرون ما الذي يُغضِبُ اللهَ، ولا يُفكِّرون فيما يُرضي الله؟!
(2)
إذًا:
لا يَستطيعُ أيُّ إنسانٍ أنْ يَعرفَ الطُّرُقَ الصَّالحةَ لاستخدامِ أيِّ شيءٍ إلا بإرشادٍ ممن هو أعرفُ منه، فكيف يستطيعُ الإنسانُ في هذهِ الحياةِ الدُّنيا أن يَقومَ بِدَوْرِه المطلوبِ منه دون تنفيذِ أوامرِ الله -سُبحانَه- وفرائضِه، وهو -سُبحانَهُ- خالقُ الإنسانِ وخالقُ الدنيا.
{أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك:14].
(3)
فالذي لا يعرفُ اللهَ خالقَه؛ يُفسدُ في أعمالِه، ويُسيءُ في تصرُّفاتِه؛ لأنَّه جهِل قدْرَ الهادي إلى طريقِ الرَّشادِ والفوزِ والنَّجاحِ، وهو اللهُ -سُبحانَهُ وتَعالَى-.
وليستْ هذه الأمراضُ المنتشرةُ في الأرضِ، وليس هذا الفسادُ الكبيرُ الموجودُ بين النَّاس إلا بِسببِ البُعدِ عن إرشاداتِ خالقِ المخلوقاتِ -سُبحانَه-، والابتِعادِ عن تنفيذِ أوامرِه.
(4)
ثُمَّ تَنْتَهي حَياةُ الَّذِينَ لا يَعرِفونَ رَبَّهُم وَخالِقَهم، وهم لَم يَدْرُوا لماذا بدَأتْ!! ويَخْرُجونَ مِنها، وهم لا يَعلَمونَ لِماذا دَخلوا إليْها!!
(5)
أمَّا مَنْ عَرَفَ اللهَ -سُبحانَهُ وتَعالَى-، وَآمَنَ به، وصَدَّقَ بما جاءَ مِنْ عِندِهِ، فَهُوَ الذي سيَنْصُرُهُ اللهُ -سُبحانَهُ-.
قال اللهُ في القرآنِ الكريمِ:
{وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ} [الحج: 40].
(6)
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1002