responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 970
حكم الساكن إذا التقى بلام التعريف المحركة بحركة عارضة
ـ[عائشة]ــــــــ[27 - 02 - 2012, 12:45 م]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحيمِ

الحمدُ للهِ، وبعدُ:
فهذه المسألة لفتَني إليها الأُستاذُ/ المجد المالكيُّ -جزاه اللهُ خيرًا-، حينَ نبَّهَ علَى ضَبْطِي: (لم يلزمِ الابتداء) -بكسرِ ميمِ (يلزم) -، فذكرتُ له أنِّي ضبطتُها كما نطقتُها، ولا أعلَمُ فيها وَجْهًا آخَر. ولكنَّهُ أشارَ إلَى أنَّ الضَّبْطَ يكونُ بسُكونِ الميمِ، وعلَّلَ قائلاً: (لم تدعُ حاجةٌ لتحريك الساكنِ من (يلزمْ) لأنّ لامَ التعريفِ قد تحركتْ للتخلصِ منِ التقاء الساكنين (أعني: لام التعريف والباء التي عقبتها)، واللهُ أعلمُ) انتهَى. غيرَ أنِّي تساءَلْتُ: ألا يُمكِنُ أن يكونَ هذا مِثْل: (مِنَ الَارْضِ)؟ فأجابَ: (إيرادٌ حسنٌ، وقياس حركة التخلص منِ التقاء الساكنين على حركةِ النقلِ-لا يبعد، لكن لو جاء شاهدٌ على خصوصِ مسألتنا لكان قاطعًا للخلاف) انتهَى.
ثُمَّ إنَّه أوقفَنا -نفعَ اللهُ به- علَى نصٍّ لابنِ جنِّي -رحمه اللهُ- في «خصائصِه» يذكُرُ فيه أنَّ إجراءَ غير اللاَّزمِ مجرَى اللاَّزمِ كثيرٌ؛ قالَ: (وعليهِ قراءةُ مَن قَرَأَ: ((قالُوا لَانَ جِئْتَ بِالحَقِّ)) فأثبت واو (قالُوا) لَمَّا تحرَّكَتْ لامُ (لَانَ)، والقراءةُ القويَّة: (قَالُ لَانَ) بإقرارِ الواوِ على حَذْفِها؛ لأنَّ الحركةَ عارضةٌ للتَّخفيفِ) انتهَى.
وكنتُ قد قيدتُّ هذا الموضعَ عندي من كتاب «الخصائص 3/ 92» -قبلَ أن يتفضَّلَ الأستاذُ/ المجد المالكيُّ بالإشارةِ إليه-؛ ولكنِّي أعرضتُ عن ذِكْرِهِ؛ لأنِّي كنتُ أرجو أنْ أجِدَ شاهدًا صريحًا علَى همزةِ الوَصْلِ.
وما زلتُ كذلك حتَّى وقفتُ أمسِ -بفضلِ اللهِ- وأنا أقرأُ كتاب «نصرة الثَّائر علَى المثلِ السَّائر» - علَى قولِ المتنبِّي:
يُوسِّطُها المَفاوزَ كُلَّ يَوْمٍ ... طِلابُ الطَّالبينَ لا الانتظارُ
ورجعتُ إلى «فَسْرِ» ابنِ جنِّيْ، فوجدتُّهُ يذكرُ في شرحِ هذا الموضعِ كلامًا طويلاً، وممَّا قالَ فيه:
(الَّذي قرأتُهُ عليه: (لَا الِانتظارُ) بكسرِ اللاَّمِ من (الانتظار)، وهذا هُوَ القولُ؛ لأنَّه كسرَ اللاَّمَ لسكونِها، وسُكونِ النُّونِ في الكلمةِ بعدَها، وحذفَ الألفَ من (انتظار)؛ لأنَّها همزةُ وصلٍ، تسقطُ في الأدراجِ، وحذفَ الألفَ من (لا)؛ لسكونِها، وسكونِ اللاَّم من (الانتظار) في الأصل؛ لأنَّها لام التَّعريف، ومِنْ حُكْمِها أن تكونَ ساكنةً؛ ولكنَّه اضطُرَّ إلى كسرِها؛ لسكونِها، وسكون النُّون، فلمَّا كانت الحركةُ في اللاَّم إنَّما هي لالتقاء السَّاكنين؛ كانَتْ في تقديرِ السُّكون؛ لأنَّ حركتَها غيرُ لازمةٍ، فكانَتْ حركةً غيرَ مُعتدٍّ بها). ثُمَّ قالَ: (وعلَى هذا قراءةُ مَن قرأَ: (قالُ لَانَ جِئْتَ بالحقِّ)، فحذف الواو من (قالوا) لَمَّا كانَتِ اللاَّمُ من (الآنَ) إنَّما حركتها حركة الهمزة المحذوفة للتَّخفيف؛ لأنَّ أصل اللام السُّكون). ثُمَّ أشارَ إلى إجراء الحركةِ غيرِ اللاَّزمةِ مجرَى اللاَّزمةِ في نحوِ قولِ الشَّاعرِ:
* فبُحْ لَانَ مِنْهَا بالَّذي أنتَ بائِحُ *
وذكَرَ بعدَ ذلكَ أنَّ مَنْ أجرَى غيرَ اللاَّزمِ مجرَى اللاَّزمِ في نحوِ هذا؛ (لَمْ يَجُزْ أن يقولَ: (لَالِنتِظارُ)؛ لأنَّ حركة التقاء السَّاكنين أضعف من الحركةِ المنقولة من الهمزةِ المخفَّفة؛ لأنَّ حركة الهمزة المخفَّفة في الحقيقةِ قد كانَتْ ملفوظًا بها في حرفٍ صحيحٍ مقدَّرٍ، فلمَّا حذفتَه نقلتَه إلى ما قبلَهُ؛ نحو قولك: ((قَدْ أَفْلَحَ)): قَدَ افْلَحَ، ففتحةُ الدالِ في الحقيقة هي فتحة الهمزة. وحركةُ التقاء السَّاكنين لا تلزم لزومَ هذه؛ لأنَّه إذا زالَ أحدُهما؛ زالَتْ معه) انتهى.
وأفهمُ من كلامِ ابنِ جنِّيْ أنَّ المواضِعَ الَّتي حُرِّكَتِ لامُ التَّعريفِ فيها لالتقاء السَّاكنَيْنِ؛ لَمْ يجُزْ إجراء هذه الحركةِ العارضةِ مجرَى اللاَّزمةِ؛ لأنَّ لامَ التَّعريفِ ساكنةٌ في الأصلِ، فلا يُعتَدُّ بحركتِها العارضةِ؛ فلا نقولُ: (لَمْ يَلْزَمْ الِابتداء) -بسكونِ الميمِ-، ولا: (في الِابتداء) -بإثباتِ المدِّ-؛ وإنَّما: (لَمْ يلزَمِ الِابتداء) -بتحريكِ الميمِ-، و (فِ الِابْتداء) -بحذفِ المدِّ-. أمَّا إذا كانَتْ لامُ التَّعريفِ قد حُرِّكَتْ لنَقْلِ حركةِ الهمزةِ إليها؛ فإنَّه يجوزُ إجراءُ الحركةِ العارضةِ هذه مجرَى اللاَّزمة؛ لأنَّ حركة الهمزة كانَتْ ثابتةً في اللَّفظِ، فلَمَّا نُقِلَتْ إلى لامِ التَّعريفِ؛ سهلَ إجراؤُها -وهي عارضةٌ- مجرَى الحركةِ اللاَّزمة، بخلافِ حركة التقاء السَّاكنين، ويجوزُ في هذا الموضعِ الوَجْهانِ في السَّاكنِ قبلَها، وإن كانَ الأقوَى ألاَّ تُجرَى العارضةُ مجرَى اللاَّزمةِ.
واللهُ تعالى أعلمُ.

وأنتظِرُ مِنَ الأساتذةِ الكِرام تعليقاتهم الطيِّبة، وتصويباتهم النَّافعة.
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 970
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست