responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 858
ـ[أبو مصطفى البغدادي]ــــــــ[11 - 07 - 2012, 09:36 م]ـ
(الدرس الخامس والأربعون)

المستثنى

قد علمتَ أن التمييز هو: اسم منصوب يفسر مبهما قبله، ومن المنصوبات المستثنى.
والمستثنى هو: اسم يذكر بعد أداة مِن أدوات الاستثناء مخالفاً لما قبلها في الحكم.
لاحظ معي هذه الأمثلة: (جاءَ القومُ إلا زيداً- نجحَ الطلابُ في الامتحانِ إلا عمراً- تصدأُ المعادنُ إلا الذهبَ) تجد الأسماء المنصوبة التالية (زيداً- عمراً- الذهبَ) تخالف ما قبلها في الحكم، ففي المثال الأول حكمنا بمجيء القوم كلهم واستثنينا زيدا ممن جاءَ، وفي المثال الثاني حكمنا بنجاح الطلاب جميعهم واستثنينا عمرا من الناجحين، وفي المثال الثالث حكمنا بصدأ كل المعادن واستثنينا الذهب ممن يصدأ.
وتسمى (إلا) أداة استثناء أي أداة إخراج لأنها تخرج ما بعدها عن حكم ما قبلها، ويسمى الاسم الواقع بعدها (مستثنى) وهو الذي أُخرِج من الحكم، ويسمى الاسم الواقع قبلها والذي وقع الاستثناء منه (مستثنى منه).
ففي قولنا: جاءَ القومُ إلا زيداً، القومُ مستثنى منه، وإلا أداة استثناء، و (زيداً) مستثنى.
وعملية الاستثناء تشبه عملية الطرح في الرياضيات فإذا قلنا نجح الطلاب في الامتحانِ إلا زيداً، وكان عدد الطلاب المتحدث عنهم عشرينَ طالبا، كانت النتيجة هي: 20 - 1= 19 وهو عدد الطلاب الناجحين.
نقول في إعراب المثال الأول: جاءَ: فعل ماض مبني على الفتح، القومُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، إلا: حرف استثناء مبني على السكون، زيداً: مستثنى منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.
ثم إن للمستثنى أحكاما -إذْ أنه ليس دائما يكون منصوبا- وهي:
1 - وجوب النصب وذلك إذا كان الكلام تاما مثبتا.
ونعني بكونا تاما أن المستثنى منه مذكور في الجملة غير محذوف، ونعني بكونا مثبتا أنه ليس منفيا.
مثل: جاءَ القومُ إلا زيداً، فالمستثنى منه مذكور في الكلام وهو (القومُ) والكلام مثبت وليس منفيا بخلاف إذا قلنا ما جاء القوم فهذا نفي يختلف معه حكم المستثنى، فلما توفر الشرطان وجب نصب المستثنى.
ومثل: يصوم المسلمونَ رمضانَ إلا الفاسقَ، فلما كان الكلام مثبتا والمستثنى منه مذكور وجب نصب الفاسق.
مثال: قال الله تعالى: (فَسَجَدُوْا إلا إبْليسَ) وإعرابها: سجد: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الفاعل، والواو: ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، إلا: حرف استثناء مبني على السكون، إبليسَ: مستثنى منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، فالكلام مثبت، والمستثنى منه هو الواو للملائكة فوجب النصب.
2 - جواز النصب وإتباعه للمستثنى منه على أنه بدل منه وذلك إذا كان الكلامُ تاماً منفيَّاً.
مثل: ما جاءَ القومُ إلا زيداً، فهنا المستثنى منه مذكور وهو القوم فيكون الكلام تاما، والكلام منفي لتقدم (ما) النافية، فحينئذ يجوز أن تنصب زيداً أو ترفعه قائلا: ما جاءَ القومُ إلا زيدٌ، ففي النصب هو مستثنى منصوب، وفي الرفع هو: بدل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، لأنه بدل من القوم وهو مرفوع فيكون مثله.
ومثل: لم ينجحْ الطلابُ إلا عمراً أو عمروٌ، وما قرأتُ الكتابَ إلا المقدمةَ، فهنا نعربه بدل منصوب أو مستثنى، وما سلَّمْتُ على القادمينَ إلا الأولَ أو الأولِ، فهنا في حالة الجر هو بدل مجرور، وفي حالة النصب مستثنى.
مثال: قال الله تعالى: (ما فَعَلُوْهُ إلا قليلٌ مِنهُمْ) وإعرابها: ما: حرف نفي مبني على السكون، فَعَلُ: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الفاعل، الواو: ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، والهاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به، إلا: حرف استثناء مبني على السكون، قليلٌ: بدل مرفوع من ضمير الواو وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، مِنْ: حرف جر مبني على السكون، والهاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بحرف الجر، والميم: حرف مبني على السكون دال على الجماعة.
وهنا في الآية الكريمة الكلام تام لأن المستثنى منه وهو ضمير الواو مذكور، والكلام منفي لوجود ما النافية، وقد جاءت قراءة ثانية (ما فَعَلُوْهُ إلا قليلاً مِنهُمْ) بجعل قليل منصوبا على أنه مستثنى.
3 - إعرابه على حسب ما قبل إلا من العوامل وذلك إذا كانَ الكلام ناقصا منفياً.
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 858
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست