responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 851
قد علمتَ أن التوابع أربعةٌ: الصفة، والعطف، والتوكيد، والبدل، وقد مضى بيان ما عدا البدل وآن الأوان لنبينه. لاحظ معي هذه الأمثلة: (جاءَ أخوكَ زيدٌ- أقبلَ صديقُكَ عمروٌ- أكرمتُ الشيخَ عليّاً- مررتُ بابنِكَ سعيدٍ) تجد أن الكلمة الأخيرة في كل مثال قد وقعت هي المقصودة بالحكم ففي قولنا جاءَ أخوكَ زيدٌ المقصود بحكم المجيء هو زيد، وفي قولنا أقبل صديقك عمروُ المقصود بالإخبار عنه بالإقبال هو عمرو، وهكذا بقية الأمثلة.
فالكلمة الثانية تسمى بدلا، وما قبلها يسمى مبدلاً منه، ففي قولنا: جاءَ أخوكَ زيدٌ، زيد بدل، وأخوكَ مبدل منه.
وكما تلاحظ فإن البدل يتبع المبدل منه في الإعراب تقول: جاءَ أخوكَ زيدٌ- رأيتُ أخاكَ زيداً- مررتُ بأخيكَ زيدٍ.
فالبدل هو: لفظ يتبع ما قبله في الإعراب ويكون هو المقصود بالحكم.
وبقولنا هو المقصود بالحكم يتميز البدل عن بقية التوابع: (النعت- التوكيد- العطف) لاحظ معي هذه الأمثلة: (جاءَ أخوكَ البطلُ) تجد البطل وصفا للأخ فهي تعرب صفة، وتجد أن المقصود بحكم المجيء هو أخوك، والبطل كلمة متممة وموضحة له فالموصوف هو المقصود بالحكم والصفة تابعة.
(جاءَ أخوكَ نفسُهُ) تجد كلمة نفسه ذكرت للتوكيد فالمقصود بحكم المجيء هو أخوكَ وجاء كلمة نفسه مؤكدة لذلك المعنى ومرسخة له فالمؤكد هو المقصود بالحكم والتوكيد تابع.
(جاءَ أخوكَ وابنُهُ) تجد أن المقصود بحكم المجيء هو الاثنان معاً: الأخ وابنه فكلاهما قد جاءَ فليس أحدهما هو المقصود بالحكم دون الآخر.
(جاءَ أخوكَ زيدٌ) فزيد يعرب هنا بدلا لأنه هو المقصود بالحكم، وإنما ذكرت كلمة الأخ ممهدة ومهيأة لذكر زيد فميزة البدل هي: أن تذكر في الجملة كلمتان تكون الأولى ممهدة والثانية هي الأصل والمقصودة بالحكم.
ومن هنا نصل لنتيجة مهمة وهي أنه إذا كانت الكلمة الثانية هي المقصودة بالحكم فإنه يمكن الاستغناء عن الكلمة الأولى مع صحة المعنى أي أن علامة البدل (الاستغناء عن المبدل منه ووضع البدل مكانه).
فيصح أن تقول في جاءَ أخوكَ زيدٌ، جاءَ زيدٌ، وفي قولنا: أقبلَ صديقُكَ عمروٌ، أَقبلَ عمروٌ، وهكذا بقية الأمثلة.
نقول في إعراب المثال الأول: جاءَ: فعل ماض مبني على الفتح، أخوكَ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الخمسة، وهو مضاف، والكاف: ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه، زيدٌ: بدل: مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.
ثم إن البدل أربعة أنواع هي:
أولا: بدل مطابق وهو أن تكون الكلمة الثانية عين الكلمة الأولى مثل جاءَ أخوكَ زيدٌ فأخوك وزيد متطابقان فهذان الاسمان يراد بهما واحد، ومثل: مررتُ بابنِك سعيدٍ، فابنك وسعيد متطابقان أي أن مصداقهما واحد.
مثال: قال الله تعالى: (وقالَ موسى لأخيهِ هارونَ) فهارون هو عين الأخ، وإعرابها: قالَ: فعل ماضي مبني على الفتح، موسى: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة، لِأَخيه: اللام: حرف جر مبني على الكسر، أخي: اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الياء لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه: هارونَ: بدل مجرور وعلامة جره الفتحة لأنه اسم غير منصرف لكونه علما أعجميا.
ومثله قول تعالى: (اِهدنا الصراطَ المستقيمَ صراطَ الذينَ أنعمتَ عليهِم) فصراط الذين أنعمت عليهم هو الصراط المستقيم، فصراط: بدل منصوب بالفتحة، والصراط مبدل منه ونوع البدل هو بدل مطابق.
ثانيا: بدل بعضٍ من كل وهو أن تكون الكلمة الثانية بعضاً وجزءا حقيقيا من الكلمة الأولى مثل: قرأتُ القرآنَ نصفَهُ فنصفه بدل من القرآن لأن النصف بعض من القرآن، والدليل على كونه بدلا أنه لو قلنا قرأت نصفَ القرآنِ صح فيمكن الاستغناء عن الكلمة الأولى، ومثل: (أكلتُ الرغيفَ ربعَهُ- نظرتُ إلى السفينةِ شراعِها- أحبُ الحديقةَ أشجارَها- تأذى زيدٌ يدُهُ- غسلتُ السيارةَ محركَها-أحبُّ الشاةَ المشويةَ كتفَها-جدَّدَ الأميرُ القصرَ أكثرَه).
مثال: قال الله تعالى: (قمْ الليلَ إلا قليلاً نصفَه) فنصفه بدل منصوب من الليل.
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 851
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست