ـ[أبو مصطفى البغدادي]ــــــــ[23 - 06 - 2012, 06:01 م]ـ
(الدرس السادس والثلاثون)
النكرة والمعرفة
قد علمتَ أن الصفة هي لفظ يدل على وصف في اسم قبله، وأن الصفة تتبع الموصوف في الإعراب، وفي التعريف والتنكير، ونريد أن نتحدث هنا بتفصيل عن النكرة والمعرفة.
فالنكرة هي: اسم يدل على شيء غير معين، والمعرفة هي: اسم يدل على شيء معين.
لاحظ معي هذه الأمثلة: (جاءَ رجلٌ- قامَتْ امرأةٌ- رأيتُ سيارةً) تجد كلمة رجل وامرأة وسيارة لا تدل على شيء معين، فرجل لفظ يندرج تحته أفرادٌ كثيرون، فلا يختص برجل واحد معين، وكذلك لفظ امرأة يندرج تحته أي امرأة في العالم، وكذلك لفظ سيارة يندرج تحته أي سيارة فهذا هو ما نعنيه بالنكرة أن يكون الاسم يصدق على أفراد كثيرين ولا يدل على شيء معين، وعلامة النكرة قبولها أل مثل: الرجل، المرأة، السيارة.
والآن لاحظ معي هذه الأمثلة: (جاءَ زيدٌ- قامتْ زينبُ- رأيتُ هذهِ السيارةَ) تجد كلمة زيد، وزينب، وهذه السيارة تدل على شيء معين، فزيد لا يندرج تحته كل رجل بل هذا الاسم يدل على شخص واحد معين، وكذلك كلمة زينب تدل على امرأة معينة، وهذه السيارة تدل على سيارة محددة مشار إليها لا غيرها، فهذا هو ما نعنيه بالمعرفة أن يكون الاسم يدل على شيء معين، ثم إن المعرفة ستة أنواع هي:
1 - الضمير وهو: ما دل على متكلم أو مخاطب أو غائب، مثل أنا وأنتَ وهو، وأنتما وأنتم وهم ونحو ذلك.
2 - العَلَم وهو: اسم سمي به شخص أو مكان أو غيرهما. مثل (زيد- جون- هند- بغداد- مصر- أوربا- دجلة- قريش- تميم) فأسماء الناس والمناطق وأسماء القبائل كلها أعلام وكذلك الكنية كأبي زيد، وأبي عمر.
3 - أسم الإشارة مثل هذا، هذهِ، هذانِ هاتانِ هؤلاءِ، نحو جاءَ هذا الرجلُ، ورأيتُ هذهِ السيارةَ.
4 - الاسم الموصول مثل الذي والتي واللذان واللتان واللذين، نحو جاءَ الذي أكرمتُه، فيدل على شخص معين.
5 - المعرف بالألف واللام مثل الرجل، والمرأة، والسيارة، والنخلة، نحو اشتريتُ الكتابَ، فأنت هنا لا تتحدث عن أي كتاب بل عن كتاب محدد يعرفه السامع، فإذا دخلت الألف واللام على اسم نكرة جعلته معرفة.
6 - المضاف إلى واحد من المعارف السابقة أي أن تأتي باسم نكرة وتصله باسم معرفة فيكتسب التعريف بذلك مثل: اشتريتُ كتاباً، فكتاب هنا نكرة، ولكن إذا قلتَ: اشتريتُ كتابَكَ فقد صار معينا أي صار معرفة بسبب الإضافة إلى كاف الضمير، وإذا قلتَ: اشتريتُ كتابَ زيدٍ، صار معينا واكتسب التعريف بإضافته إلى اسم العلم وإذا قلتَ: اشتريتُ كتابَ هذا الشخص فقد اكتسب التعريف أيضا بسبب الإضافة إلى اسم الإشارة وإذا قلتَ: اشتريتُ كتابَ الذي زارني بالأمسِ فقد اكتسب التعريف أيضا بإضافته إلى الاسم الموصول، وإذا قلت اشتريتُ كتابَ الرجلِ فقد صار معرفة بإضافته إلى الاسم المعرف بالألف واللام.
ويسمى الاسم الذي أضيف إلى غيره (بالمضاف) ويسمى الاسم المضاف غيره إليه (بالمضاف إليه) مثل: اشتريتُ كتابَ زيدٍ، فكتاب مضاف، وزيد مضاف إليه، ويكون إعراب المضاف حسب العوامل الداخلة عليه، وأما المضاف إليه فدائما يكون مجرورا مثل: جاءَ غلامُ زيدٍ، ورأيتُ غلامَ زيدٍ، ومررتُ بغلامِ زيدٍ.
ومن هنا نصل لقاعدة مهمة وهي أن الاسم يجر بأحد ثلاثة أسباب:
أولا: أن يسبقه حرف جر مثل: سلمتُ على المؤمنِ.
ثانيا: أن يكون تابعا لاسم مجرور نحو سلمتُ على زيدٍ المؤمنِ فالمؤمن صفة لزيد وصار مجرورا بسب أنه تابع للموصوف في الإعراب.
ثالثا: أن يقع مضافا إليه مثل: اشتريتُ بيتَ المؤمنِ، فصار المؤمن مجرورا بسبب المضاف وهو البيت.
فإذا رأيت اسما مجرورا ولم يسبقه حرف جر، ولم يكن تابعا لاسم مجرور، فاعلم أنه قد وقع مضافا إليه.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 847