responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 754
ـ[أبو مصطفى البغدادي]ــــــــ[26 - 09 - 2012, 01:34 م]ـ
(الدرس التاسع عشر)

الإدغام

قد علمتَ أن الصرف يبحث في التغييرات المعنوية واللفظية، وقد فرغنا من المعنوية فلنبدأ باللفظية وأولها الإدغام.
والإدغام: إدخال حرفٍ بآخر بحيثُ يصيران حرفا واحدا مشددا.
لاحظْ هذه الأمثلة: (مَدَدَ- مدَّ) (مَلَلَ- مَلَّ) (حَطَطَ- حَطَّ) تجد ثلاثة أفعال كل منها يحتوي على حرفين متماثلين تَمَّ دمجهما معا من أجل تسهيل النطق بهما فصارا ينطقان دفعة واحدة فيقال في مَدَدَ مدَّ، وفي مَلَلَ ملَّ، وفي حَطَطَ حَطَّ، فاتضح أن الشدة علامة على الإدغام الذي قد وقع بين حرفين يكون أولهما ساكنا والثاني متحركا.
وكي تتم عملية الإدغام لا بدَّ من خطوتين:
الأولى: تسكين الحرف الأول إن كان متحركا مثل: مَدَدَ عند الإدغام نجعل الدال الأولى ساكنة أي يصير مَدْدَ.
الثانية: دمج الحرفين معا مثل: مَدَدَ يصير مَدْدَ ثم يصير مَدَّ.
وعند وزن الكلمة المشددة ينظر إلى الأصل فيقال في وزن (مدَّ) فَعَلَ لأن الأصل مَدَدَ، وفي وزن (يَمُدُّ) يَفْعُلُ لأن الأصل يَمْدُدُ، فأسكنا الدال الأول وذلكَ بنقل حركتها وهي الضمة إلى الميم الساكنة فصار يَمُدْدُ ثم أدغم الحرفان فصار يَمُدُّ، فاتضح أن تسكين الحرف الأول تارة يكون بحذف حركته إن كان ما قبله متحركا، وتارة يكون بنقل حركته إلى ما قبله إن كان ما قبله ساكنا.
وللإدغام ثلاثة أحكام هي: الوجوب، والجواز، والامتناع.
أولا: الإدغام الواجب أي الذي يتحتم فيه الإدغام ولا يجوز عدمه وذلك في حالتين:
1 - أن يكون الحرفان متحركين. مثل مدَّ أصله مَدَدَ فيجب المد ولا يجوز أن تقول مَدَدَ زيدٌ رجلَهُ.
2 - أن يكون الحرف الأول ساكنا والثاني متحركا. كما في المصدر تقول رَدَّ يَرُدُّ رَدًّا مثل نَصَرَ يَنْصُرُ نَصْرًا، فرَدٌّ أصله رَدْدٌ فيجب الإدغام لالتقاء حرفين متماثلين أولهما ساكن والثاني متحرك، فهنا لا نحتاج إلى تسكين الحرف الأول لأنه ساكن بالأصل بل نجري عملية الدمج والتشديد مباشرة، ومثل: سَلَّمَ على وزن فعَّل وأصله سَلْلَمَ ومثل كبَّرَ وأصله كَبْبَرَ، ومثل كَرَّمَ وأصله كَرْرَمَ، ومثل عَلَّمَ أصله عَلْلَمَ ثم وقع الإدغام في الجميع.
مثال: قال الله تعالى: (وهي تَمُرُّ مَرَّ السحاب) وأصل تَمُرُّ تَمْرُرُ على وزن تَفْعُلُ فنقلت حركة الراء الأولى إلى الميم فصار تَمُرْرُ ثم أدغما فصار تَمُرُّ والإدغام هنا واجب لالتقاء متحركين، وأصل مَرَّ السحاب وهو المصدر مَرْرَ ثم أدغما والإدغام هنا واجب لالتقاء ساكن بمتحرك.
مثال قال الله تعالى: (وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ) تُعِزُّ وزنه تُفْعِلُ لأن الأصلَ تُعْزِزُ مثل تُكْرِمُ، فلما التقى حرفان متماثلان في كلمة واحدة وكانا متحركين وجب إدغامهما، فتم نقل حركة الزاي الأولى إلى العين فصار تُعِزْزُ ثم أدغمت الزاي الأولى بالزاي الثانية فصار تُعِزُّ، ونفس هذه الخطوات تماما جرت في تُذِلُّ.
ثانيا: الإدغام الجائز أي الذي يجوز فيه الإدغام وعدمه. وذلك بأن يكون أول الحرفين متحركا والثاني ساكنا بسكون عارض بسبب الجزم في المضارع أو البناء في الأمر.
مثل: لمْ يَمْدُدْ، فهنا الفعل المضارع مجزوم فسكون الدال الثانية قد عرض على الفعل بسبب دخول الجازم فحينئذ أنت بالخيار فلك أن تفك الإدغام قائلا لمْ يَمْدُدْ، ولك أن تدغم قائلا لمْ يَمُدَّ فالأصل يَمْدُدْ نقلت الضمة إلى الميم فصار يَمُدْدْ فاحتجنا إلى تحريك الدال الثانية فصارَ يَمُدْدَ ثم أدغما فصار يَمُدَّ، ويكون جزمه بالسكون المقدر.
ومثل: اُمْدُدْ وهو فعل مبني على السكون فسكونه عارض فيجوز أن نفك قائلينَ اُمْدُدْ، ويجوز أن ندغم قائلين مُدَّ والأصل اُمْدُدْ نقلت حركة الدال الأولى إلى الميم فصار اُمُدْدْ ثم حذفنا همزة الوصل المضمومة لأنه جيء بها لعدم إمكان الابتداء بالساكن فلما تحرك الحرف الأول الساكن بضمة الدال المنقولة إليه لم يعد لهمزة الوصل داع فصارت مُدْدْ ثم حركنا الدال الثانية فصارَ مُدْدَ ثم أدغما فصار مُدَّ، ويكون بنائه بسكون مقدر.
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 754
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست