نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 406
ثم لما أكمل أحوال إلا شرع في أخواتها فقال (ويستثنى بغيرِ وسِوى) أيضا حال كونهما (خافضَينِ) بالإضافة للاسم الذي بعدهما، وحال كونهما (مُعربَيْنِ) ويكون إعراب غير لفظيا وإعراب سوى تقديريا (بإعرابِ الاسمِ الذي) يقع (بعدَ إِلَّا) على التفصيل السابق في إلا فيجب النصب في الكلام التام الموجب نحو قامَ القومُ غيرَ زيدٍ أو سوى زيدٍ، ويجوز النصب والإتباع في نحو ما قامَ القومُ غيرَ زيدٍ أو غيرُ زيدٍ لأنه كلام تام غير موجب، ويكون على حسب العوامل في نحو ما قامَ غيرُ زيدٍ لأنه مفرّغ.
(و) يستثنى (بِخلا وعدا وحاشا) حال كونها (نواصِبَ) للمستثنى على تقدير كونها أفعالا (و) حال كونها (خوافِضَ) للمستثنى على تقدير كونها حروف جر (وبما خلا وبما عدا) أي ويستثنى بخلا وعدا إذا سبقتهما ما المصدرية وحينئذ لا يكونا إلا نواصب لأن ما المصدرية لا تدخل على الحروف.
(و) يستثنى بـ (ليسَ ولا يكونُ) وهما فعلان ناقصان نحو جاءَ القومُ ليسَ زيدًا، وقدم القومُ لا يكونُ زيدًا بمعنى إلا زيدا، فاسمهما مستتر تقديره هو وزيدًا خبرهما، قال الشيخ العلامة عبد الكريم الدبان: عَدَّ منها- أي من أدوات الاستثناء- بعضُ النحاةِ (ليسَ ولا يكونُ) والمنصوبُ بعدهما خبرٌ لهما لا منصوب على أنه مستثنى وإن كان مستثنى من حيث المعنى. اهـ. توضيح قطر الندى.
وإنما يستثنى بما خلا وما عدا وليس ولا يكون حال كونها (نواصِبَ) للاسم الذي بعدهما.
تنبيه: اتضح مما مر أن أدوات الاستثناء ثمان: وهي أربعة أقسام: 1 - حرف فقط وهو إلّا، 2 - اسم فقط وهو غير وسوى، 3 - فعل فقط وهو ليس ولا يكون، 4 - مشترك بين الفعلية والحرفية وهو خلا وعدا وحاشا.