responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 360
الدرس السابع والثلاثون من دروس شرح متن قطر الندى.
ـ[أبو مصطفى البغدادي]ــــــــ[30 - 11 - 2013, 06:37 م]ـ
الدرس السابع والثلاثون

التوكيد

التوكيد هو: التابع الرافع لاحتمال المجاز أو السهو.
مثال: إذا قلتَ: عادَ المسافرونَ، فظاهره أنهم عادوا كلَّهم، ويحتمل أن يكون العائدونَ أكثرهم تجوزا في التعبير، فإذا قلتَ: عادَ المسافرونَ كلَّهُمْ زال الاحتمال المذكور، وهذا في التوكيد المعنوي.
وإذا قلت: جاءَ زيدٌ، فيحتمل أنك سهوت وأن الذي جاءَ هوَ خالدٌ مثلا، فإذا قلتَ: جاءَ زيدٌ زيدٌ ارتفع ذلك الاحتمال وهذا في التوكيد اللفظي.
فالتوكيد قسمان: لفظي ومعنوي.

التوكيد اللفظي

هو: إعادة اللفظ الأول بعينه أو بمرادفه، فالأول كقولك: أنتَ بالخيرِ حقيقٌ حقيقٌ، والثاني كقولك: أنتَ بالخيرِ حقيقٌ جديرٌ.
واللفظي يكون بإعادة الاسم كقولك: جاءَ زيدٌ زيدٌ، والفعل كقولكَ: أَتى أتى أخوكَ، والحرف كقولكَ في جواب من قال لك هل ستذهبُ للسوقِ: نعم نعم، أو لا لا، والجملة كقولكَ: جاءَ زيدٌ جاءَ زيدٌ، وكثيرا ما تقترن الجملة المؤكِّدَة بحرف عطف كقوله تعالى: (أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى) وقوله: (كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ).
مسألة: في قوله تعالى: (كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا) هل هما من باب التوكيد أو لا؟
والجواب: الحاكم هو المعنى فقد قال بعض العلماء: إن المعنى هو دكت الأرض دكا بعد دك أي أن الدك قد تكرر على الأرض حتى سحقت الجبال وصارت الأرض مستوية فلا يكون من باب التوكيد، فدكا دكا: حال منصوب، والكلمتان بمنزلة كلمة واحدة والمعنى هو كلا إذا دكت الأرض حال كونها مدكوكة دكا بعد دك، كما يقال: علمته الحساب بابًا بابًا.
وقال بعضهم: إن المعنى هو دكت دكة واحدة كقوله تعالى: (وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً) فدكا الأول: مفعول مطلق، ودكا الثاني: توكيد له.
وأما قوله تعالى صفًّا صفّا فهو من باب الحال؛ لأن المعنى هو أنه يجيئون مصطفين صفا بعد صف لا أن الملائكة جميعا يصطفون في صف واحد.
والخلاصة هي: أنه إن أريد باللفظ الثاني عين ما أريد باللفظ الأول فهو من التوكيد وإلا فلا.

التوكيد المعنوي

ويكون بألفاظ معينة وليس بتكرار اللفظ السابق وتلك الألفاظ هي:
1 - 2 (النفس والعين) بشرط اتصالهما بضمير يعود على المُؤَكَّد يطابقه تذكيرا وتأنيثا.
تقول: حضرَ زيدٌ نفسُهُ أو عينُهُ، وحضرتْ هندُ نفسُها أو عينُها.
ويجوز أن يجتمعا بشرط تقديم النفس على العين، تقول: حضرَ زيدٌ نفسُهُ عينُهُ، وحضرتْ هندُ نفسُها عينُها.
وإذا أكَّدتَ المثنى أو الجمع بالنفس أو العين وجب الإتيان بالجمع أي أنفس أو أعين مع ضمير المثنى أو الجمع.
تقول: حضرَ الرجلانِ أنفسُهما أو أعينُهما، وحضرت المرأتانِ أنفسُهما أو أعينُهما، وحضرَ الرجالُ أنفسُهُم أو أعينُهمْ، وحضرت النساءُ أنفسُهنَّ أو أعينُهنَّ.
3 - (كل) ولا يؤكد بها إلا بثلاثة شروط:
أ- أن يكون المؤَكَّدُ بها غير مثنى، وهو المفرد والجمع، فيقال: أكلتُ الرغيفَ كلَّهُ، وأكلتُ الأرغفةَ كلَّهَا، ولا يقال: أكلتُ الرغيفينِ كلَّهُما.
ب- أن يكون المؤكد بها يتجزأ بنفسه أو بعامله، مثل: حضرَ الضيوفُ كلُّهُمْ، فالجمع له أفراد فيقبل أن يتجزأ وينقسم بنفسه، ومثل أكلتُ الرغيفَ كلَّهُ، فالرغيف واحد لا تعدد فيه ولكنه باعتبار عامله وهو الأكل يتجزأ بأن يؤكل بعضه دون البعض الآخر، وما لا يتجزأ بنفسه أو عامله لا يؤكد بكل فلا يقال: نجحَ الطالبُ كلُّهُ.
ج- أن يتصل بها ضمير المتبوع، تقول: اشتريتُ الأثاثَ كلَّهُ.
4 - (كلا وكلتا) الأولى للمثنى المذكر، والثانية للمثنى المؤنث ولا يؤكد بهما إلا بثلاثة شروط:
أ- أن يصح حلول المفرد محل الاثنين، مثل: نجح الطالبانِ كلاهما، فإن النجاح يمكن أن ينسب لواحد فيقال: نجحَ الطالبُ، فإذا لم يصح حلول الواحد فلا يجوز التوكيد بهما فلا يقال: اختصمَ الزيدانِ كلاهما؛ لأن الاختصام لا يتأتى إلا من اثنين فأكثر.
ب- أن يكون ما أسند إلى الاثنين غير مختلف المعنى، فلا يجوز أن يقال: ماتَ زيدٌ وعاشَ خالدٌ كلاهما، لاختلاف المسندين، أي مات وعاش.
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 360
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست