responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 274
قلت: الاحتمالات هنا أربعة: أن يكون مؤخرا عن (اسم) فقط، أو عن (بسم الله) فقط، أو عن (بسم الله الرحمن) فقط، أو عن (بسم الله الرحمن الرحيم) أى عن البسملة بتمامها
أما كونه مؤخرا عن (اسم) فقط فيقع بين لفظ (اسم) ولفظ الجلالة (الله) فيكون التقدير هكذا: (بسم أبتدئ الله الرحمن الرحيم)، فهذا ممنوع للزوم الفصل بين المتضايفين [5] بما لا يجوز به الفصل بينهما.
وأما كونه مؤخرا عن (بسم الله) فقط أو (بسم الله الرحمن) فقط فهذان وجهان مرجوحان للزوم الفصل عليهما بين التابع والمتبوع بأجنبى والراجح منعه.
قال: ما (التابع والمتبوع)؟
قلت: المتبوع هنا لفظ الجلالة (الله)، والتابع لفظ (الرحمن) ولفظ (الرحيم) لأنهما نعتان لاسم الجلالة، والنعت من التوابع كما تعلم، فيكون التقدير فى الأول: (بسم الله أبتدئُ الرحمنِ الرحيمِ)، وفى الثانى: (بسم الله الرحمن أبتدئ الرحيمِ).
ولم يبق إلا أنه مؤخر عن البسملة بتمامها وليس فيه شئ من هذه المحظورات فيكون التقدير: (بسم الله الرحمن الرحيم أبتدئ أو أقرأ الخ) [6].
قال: فجعْلُ المحذوف (فعلا) هنا هو تقدير البصريين، والجملة فعلية على هذا التقدير.
قلت: لا، نعم [7].
قال متعجبا: وما (لا، نعم)؟
قلت: (لا) للأول، و (نعم) للثانى.
فسكتَ كأنه لم يفهم.
قلت: أما الأول فقولك: "جَعْلُ المحذوف فعلا هو تقدير البصريين" فأجبتك عليه بـ (لا) أى ليس هذا تقدير البصريين بل هو تقدير الكوفيين.
وأما الثانى فقولك: "الجملة فعلية على هذا التقدير" فأجبتك عليه بـ (نعم)

--------------------------------------------------------------------------------
[1] الشرح الممتع على زاد المستقنع لابن عثيمين 1/ 7 ط. دار ابن الجوزى.

[2] قال ابن هشام: "والحق عندى أنه لا يترجح تقديره اسما ولا فعلا بل بحسب المعنى كما سأبينه" ا. هـ مغنى اللبيب عن كتب الأعاريب مع حاشية الأمير 2/ 82 ط. دار إحياء الكتب العربية، ومغنى اللبيب تحقيق د. عبد اللطبف الخطيب 5/ 337. ثم بينه بيانا شافيا فاطلبه هناك.

[3] مغنى اللبيب 5/ 350 ت. د. عبد اللطيف الخطيب

[4] الشرح الممتع 1/ 7.

[5] المضاف لفظ (اسم) والمضاف إليه لفظ الجلالة.

[6] الرسالة الكبرى فى البسملة للصبان 55 ت. فواز أحمد زمرلى وحبيب يحي المير ط. دار الكتاب العربى بتصرف وتوضيح كثير

[7] سأتعمد فى بعض الأحيان خلط الجِدِّ ببعض الهزل تنشيطا للقارئ، وكسرًا لحِدَّة العِلْمَيْن وصعوبتهما – أعنى النحو والأصول – وترويحا للنفس وإذهابا للملل وإيصالا للمعلومة بطريق غريب وأسلوب مختلف فلعله أن يكون أمكن لها فى النفس.

ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[28 - 01 - 2014, 07:51 م]ـ
أحسنت يا شيخنا الكريم، نفعنا الله بعلمك.
وما دمتم جنحتم إلى شيء من التوسع في ذكر الفوائد فأرجو أنه لا بأس بأن أعقب على قولكم:
فلعله أن يكون أمكن لها فى النفس.
فالأكثر في كلامهم أن يكون خبر (لعل) متجردا من (أن)، فتقول: "لعله يكون أمكن ... "، ولا أعلمه جاء في القرآن إلا مجردا من (أن)، وفي القرآن: "لعلكم ترحمون" و "لعلكم تعقلون" و "لعلكم تتقون" و "لعلهم يرجعون" و "لعلي أبلغ الأسباب".
بل إن من العلماء من جعل اقتران خبر (لعل) بـ (أن) ضرورةً، قال المبرد في الكامل عند قول الشاعر:
فقالت بعيشك قولي له * تمتّع لعلّك أن تنفقا
قال المبرد:
"قوله: (لعلك أن تنفقا): اضطرار، وحقه: (لعلك تنفق)، لأن لعلّ من أخوات (إن) فأجريت مجراها، ومن أتى بـ (أن) فلمضارعتها (عسى)، كما قال متمم بن نويرة:
لعلكَ يوماً أن تلم ملمةٌ * عليك من اللائي يدعنك أجدعا
وهو كثير."
قلت: ومثلهما قول الجميح الأسدي:
فاقني لعلك أن تحظي وتحتلبي * في سَحْبَلٍ من مُسوك الضأن منجوبِ
وقول يزيد بن الحكم بن أبي العاص الثقفي:
لعلك أن تنأى بأرضك نية * وإلا فإني غير أرضك منتوي
وقول قبيصة بن نعيم لامرئ القيس:
لعلك أن تستوخم الوِرد إن غدت * كتائبنا في مأزق الموت تمطرُ
وقول شاعر من بني قريم لتأبط شرا:
لعلك أن تجيء بك المنايا * تساق لفتية منا غضابِ
وقول شقيق بن سليك لامرأة فارقها:
وطوفي لتلتقطي مثلنا * وأقسم بالله لا تفعلينا
ولكن لعلك أن تنكحي * لئيم المركَّب خبًّا بطينا
فإما نكحتِ فلا بالرفاء إذا ما نكحتِ ولا بالبنينا
إذا ما حُملتِ إلى داره * أعد لظهرك سوطًا متينا
كأن المساويك في شدقه * إذا هن أُكرهن يقلعن طينا
وأتيت بهذه الأخيرة بتمامها لحسنها، والشاهد في البيت الثاني.
وله شواهد غير هذا.
والله أعلم.

ـ[د: إبراهيم المحمدى الشناوى]ــــــــ[28 - 01 - 2014, 08:13 م]ـ
أحسنتم جدا يا شيخنا الكريم ونحن إلى مثل هذه التعقبات من أهل العلم من أمثالكم بالأشواقوله شواهد غير هذا. قلت: منها قولي:"فلعله أن يكون أمكن لها فى النفس." [ابتسامة عريضة]
قلت: وقد وقع في النثر في كلام بعض فحول أهل اللغة من المولدين من أمثال ابن جني (في سر الصناعة) والسهيلي (في نتائج الفكر) وإبراهيم الشناوي (في تذليل العقبات) [ابتسامة أخرى ولكن أعرض - أو أشد عرضا - من السابقة]
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 274
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست