responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 2278
على أن جمع النسخ المخطوطة للكتاب، وفهرسته فهرسة فنيّة -مع الإقرار بأهميتهما وضرورتهما- ليسا هما وحدهما تحقيق النصوص؛ فإنا نرى في هذه الأيام من المحققين من يحشد خمس نسخ للكتاب أو ستّاً، ويشغل حيّزاً كبيراً من حواشي الكتاب بما دقّ وجلّ من فروق هذه النسخ، ثمّ يلتوي عليه النص في بعض المواضع، ويخفى عليه مكان الصواب منه، فلا يحس ذلك ولا يفطن له، ويترك قارئه يتخبط في رموز النسخ، وفروقها الناجمة عن جهل النّساخ أو غفلتهم، ثم إنا نرى أيضاً من يزهو بكثرة فهارسه فيضع في فهرس الأيام (يوم الجمعة، ويوم عيد الفطر) مع أنّ المراد بفهرس الأيام: أيام العرب، أي الوقائع والحروب.

ولقد كان الشيخ محيي الدين -رحمه الله- واضحاً صريحاً مع نفسه ومع الناس حين أبان عن خطته في نشر الكتب، وكشف عن غايته التي تغيّاها في ذلك، وهي تلك الخطة التي تقوم على اختيار الحرف الطباعي الكبير، وضبط النص ضبطاً صحيحاً، لا يبقى معه لبسٌ أو اشتباه، وإضاءته بالشروح اللغوية التي تنفي عنه الجهالة أو الغموض، مع العناية بعلامات الترقيم، وأوائل الفقرات، وعدم تداخل أجزاء الكلام، كل ذلك في ثوب زاهٍ قشيب، من الورق الأبيض الناعم المصقول، وقد أبان الشيخ رحمه الله عن ذلك في كثير من مطبوعاته، فيقول في مقدمة كتاب العمدة لابن رشيق الذي نشره عام 1353هـ = 1934م في معرض حديثه عن الطبعات السابقة للكتاب: (فإن التصحيف والتحريف ليفشوان فيها، وإن نظام وضعها، وتلاحقَ مباحث الكتاب -مع تشعبها وكثرة فنونها- ليباعد بينك وبين الإفادة منه. وهذه العيوب فاشية في مطبوعاتنا العربية، وقلما يخلو منها –مع الأسف الذي يقطّع نياط قلوبنا- كتاب من كتب هذه اللغة المسكينة، وبخاصة كتب أسلافنا المتقدمين، وليس من علة لانصراف الناشئة العربية -فيما نعتقد- عن هذا التراث الثمين، إلا هذا التشويه الغريب الذي يُظهر الناشرون عليه كتب آبائنا ... ونحن نعتقد عقيدة لا تداخلنا فيها خلجةُ شكّ أن الحرف الصغير والورق الأصفر، وحرص التجار على ظهور الكتاب في أقرب وقت، وفي أقل ما يمكن من عدد الصفحات، كل أولئك أكبر الفوارق بين الكتب العصرية الشيقة الأسلوب، المتسلطة على قلوب النشء وبين كتب العصر القديم)، ثم يقول: (وقد خلق الله في نفسي حبّ السّلف، والتّفاني في الدّفاع عن علومهم وأفكارهم، والحرص على إذاعة فضلهم، وعظيم منّتهم علينا، وعلى من يأتي بعدُ من الأجيال المتلاحقة).

ويقول في مقدمة تحقيق كتاب وفيات الأعيان لابن خلكان الذي نشره عام 1367هـ =1948م مشيراً إلى الطبعة التي كان قد بدأ طبعها الأستاذ أحمد يوسف نجاتي، ولم يتمّها، يقول الشيخ رحمه الله: (وعندي أن التوفر على الدقة في تحقيق النصّ الأصلي للكتاب، وإخراجه في ثوب أنيق، يوافق رغبات هذا العصر، خير من التطويل بالحواشي التي قد تطوّح بالمحقق والقارئ في بيداوات الْمُنْبَتّ الذي لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى).

على أن الشيخ محيي الدين -رحمه الله- لم يُغفل شأن المخطوطات بمرّة، فقد رجع في بعض ما نشر إلى أصول مخطوطة جيّدة كما ترى في كتاب جواهر الألفاظ لقدامة بن جعفر، الذي نشره لحساب السيد محمد أمين الخانجي، وغير ذلك، كما أنه لم يهمل الفهارس بمرّة، فقد صنع فهرساً جامعاً لألفاظ كتاب جواهر الألفاظ المذكور، وفَهْرَس شواهد كتب النحو والبلاغة التي أخرجها، وشواهد شرح الحماسة للتبريزي، منسوقة على حروف الهجاء، كما أنه صنع فهارس جيّدة لكتاب وفيات الأعيان، شملت:

فهرس أعلام الكتاب، أي التراجم بإحالاتها، فهرس الطبقات الزمنية: علماء كل قرن على حدة، فهرس الطبقات العلمية: الخلفاء والوزراء والقضاة، وسائر علماء كل فنّ وعلم، فهرس الألفاظ التي نص ابن خلكان على ضبطها، أو شرح معناها، وسماه: فهرس التقييدات، وهذا من أنفع الفهارس؛ لأنّ لابن خلكان كَلَفاً وعنايةً بضبط الأعلام والأنساب والبلدان، يذكره في آخر الترجمة، وقد أطلعني شيخي الجليل عبد السلام هارون أطال الله في الخير بقاءه، على كرّاسة قديمة عنده سجّل فيها هذه الفوائد والتقييدات التي نثرها ابن خلكان في كتابه، وهو الذي أشار على الشيخ محيي الدين بصنع ذلك الفهرس لكنّ الشيخ رحمه الله لم يلتزم ذلك في كل مطبوعاته، وقد حدّثني الأستاذ فؤاد سيّد، عالم المخطوطات بدار الكتب المصريّة، رحمه
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 2278
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست