responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 2269
سار عبد القاهر على نهج أستاذه، حينما وضع الكثير من المصنفات النحوية؛لعل أشهرها كتابه: "العوامل المائة "، وهو مختصر يشرح فيه مجمل آرائه في مقدمة الكتاب نفسه، إذ يقول:" فاعلم أنه لابد لكل طالب معرفة الإعراب من معرفة مائة شيء، ستون منها تسمى عاملا، وثلاثون منها تسمى معمولا، وعشرة منها تسمى عاملا، وإعرابا، فأبيّن لك بإذن الله تعالى هذه الثلاثة على طريقة الإيجاز في ثلاثة أبواب:
- الباب الأول: في العامل.
- الباب الثاني: في المعمول.
- الباب الثالث: في الإعراب" ().
ولقد بلغت شدة ولع الجرجاني بالكتاب أن أفرد له شروحا عدة عميمة الفائدة، وإذا كان هذا حال الجرجاني فإن دارسين آخرين رأوا رأيا آخر، ومنهم القفطي الذي قال عنه: "وهو مقتصد من مثله على ما سماه لم يأت في الإيضاح بشيء له مقدار، ولما تبرّع في التكملة لم يقصد بنسبته إلى ما عهد منه، فلو شاء لأطال، وذكر أن عبد القاهر أتمّه في شهر رمضان سنة أربع وخمسين وأربعمائة، وقرأه عليه من أوّله إلى آخره قراءة ضبط وتحصيل أحمد بن محمد الشجري" ().
إن تأثير أبي علي الفارسي كان واضحا في كتاب: " دلائل الإعجاز " ويظهر ذلك جليا في نقل الجرجاني لكثير من القضايا التي جاءت بين دفتي الكتاب، إذ نجده يستشهد به كثيرا في بعض من مواضع الكتاب، كقوله في شرح مقصود (إنما): "يقصد بها "ما و" إلا ") (. ولعل من أهم الشواهد النقلية عن تأثير الفارسي على الجرجاني ما ملخصّه:
أولا: استدلاله به في تأكيد الخبر المقدم الوارد في جملة البيت الشعري: "كراي كراكا" حينما استدل بها عبد القاهر في كتاب" دلائل الإعجاز "على تقديم الخبر؛إذ يرى أن كلمة "كراي"ينبغي أن تكون خبرا مقدّما، الأصل فيها: "كراي كراكا "،لأنها عرف الاستعمال، وهو ما وقف عنده أبو علي الفارسي في كتابه: "الإغفال" لما جعل الأول خيرا مقدما، وفي هذا السياق يقول عبد القاهر: " واعلم أنه ليس من كلام يعمد واضعه فيه إلى معرفتين، فيجعل مبتدأ وخبر إلا أشكل الأمر عليك فيه، فلم تعلم أن المقدم، خبر حتى ترجع إلى المعنى وتحسن التدبّر. أنشد الشيخ أبو علي الفارسي في التذكرة) (.
نَمْ وَإِن"ْ لَمْ أَنَمْ كراي كراكا
ثم قال: ينبغي أن يكون "كراي "خبرا مقدما، ويكون الأصل "كراك كراي " نم وإن لم أنم، فنؤمك نومي كما تقول: قم وإن جلست فقيامك قيامي، هذا هو عرف الاستعمال في النحو") (. يرى عبد القاهر أن "كراي " خبر مقدم، ويكون الأصل "كراك كراي " لأنه عرف الاستعمال. وكان ابن تاويت محقق كتاب دلائل الإعجاز قد أشار إلى قضية تأثير أبي علي الفارسي في كتاب دلائل الإعجاز بقوله: " إن كتاب الدلائل فيه ثمرات أبي علي الفارسي، ما اقتطف من شجرة اجتهاده، ودؤوبه على علم اللغة أكثر من سبعين عاما") (. إلى ذلك نجد أن عبد القاهر يستشهد بالآراء التي ساقاها أستاذه في كتابه "الإغفال") (. والذي كان له أهمية خاصة عند الجرجاني، من خلال الشواهد الشعرية التي استدل بها في "دلائله ".
ومن النحويين أيضا الذين تأثر بهم عبد القاهر الجرجاني نجد "ابن جني" الذي ظهرت بعض بصماته في " الدلائل" خاصة، في ذلك الباب الذي يتعلق باللفظ والمعنى، إذ أفرد له جانبا هامّا من صفحات كتابه، ويعلّق جودت فخر الدين بهذا الخصوص قائلا (): "من الممكن أن يكون عبد القاهر قد أفاد من بحوث بعض النحويين فيما يتعلق بالمعنى ومعنى المعنى، وبالأخص ابن جني الذي عقد في كتابه (الخصائص) "بابا في إيراد المعنى بغير اللفظ المعتاد" ()، و "بابا في الرد على من ادّعى من العرب عنايتها بالألفاظ وإغفالها المعاني " ()، يقول فيه: "فإذا رأيت العرب قد أصلحوا الألفاظ وحسّنوها، وحموا حواشيها، وهذّبوها، وصقلوا غروبها، فلا ترينّ أن العناية إنما هي بالألفاظ بل هي عندنا خدمة منهم للمعاني، وتنويه بها وتشريف منها، ونظير ذلك إصلاح الوعاء وتحصينه، وتزكيته، وتقديسه، وإنما المبغى بذلك منهم الاحتياط للموعي عليه، وجواره بما يعطي بشرا، ولا يعر جوهره، كما قد نجد من المعاني الفاخرة السامية ما يهجنه من كدرة اللفظ وسوء العبارة عنه" ().
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 2269
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست