responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 1477
لعل القارئ العجلان, حين تمر به جملة (يضاعف لهم العذاب) , يتوهم أنها صفة لـ"أولياء", وأن الضمير في "لهم" يعود عليهم, فيفسدُ بذلك المعنى دون أن يدري. إذ على ما ذكر يكون المعنى: ليس لهؤلاء المكذبين أولياء يضاعف لهم العذاب. وهذا معنى فاسد بلا شك.
لذا فالصواب أنّ الضمير في "لهم" يعود على "مَن" في قوله -سبحانه- قبلُ: {ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً؟} , والجملةَ {يضاعف لهم العذاب} في محل رفع, خبرٌ ثانٍ للمبتدأ "أولئك" في أول الآية. وخبرُه الأول هو جملة {لم يكونوا معجزين في الأرض}. فإن قلت: إن لفظ "مَن" مفرد. فكيف صحّ أن يعود الضمير عليه جمعًا في قوله: "لهم"؟ فالجواب: أن الاسم الموصول "مَن" يجوز أن تراعي لفظه ومعناه في الإفراد والجمع, والتأنيث والتذكير. انظر معي إلى قوله, تعالى: {ومن يقنت منكن لله ورسوله, وتعمل صالحًا, نؤتها أجرها مرتين} (الأحزاب 31) , فقال: "يقنت" فراعى لفظها في التذكير, ثم قال: "وتعمل"فراعى معناها في التأنيث, وقوله عز وجل: {ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون} (البقرة 121) فقال: " يكفر" فراعى لفظها في الإفراد, ثم قال: "فأولئك" فراعى معناها في الجمع. وكذا حكم "ما" الموصولة.
وعلى ما قررنا تدرك معي سر مجيء "م "فوق كلمة "أولياء" في المصاحف, إشارة إلى الوقف التام. والوقف التام هو: الوقف على ما تم معناه, ولا تعلق له بما بعده, لا لفظاً ولا معنى. كما ذكرنا في مقالة سابقة (1) , وتدرك –أيضًا- وضعنا نقطة بعد قوله, سبحانه: "من أولياء" (2).

(2) ذهب أستاذنا فخر الدين -حفظه الله ومد في عمره- إلى أنه لا بأس بإثبات هذه العلامات في الآيات الكريمة حين ترد بين تضاعيف الأبحاث والدراسات والنشرات التراثية المحققة , بل في المصاحف العثمانية, وأن لجنة الجامع الأزهر سئلت منذ سبعين سنة عن هذه المسألة, فلم تر بأسًا بذلك, محتجة بما أضيف إلى المصاحف من علامات التجويد والإعراب والإعجام والوقف والتعشير. انظر كتابه: علامات الترقيم في اللغة العربية ص70, وما أحال عليه فيها. ولعلك ترى معي ما لإثبات علامات الترقيم من أهمية في فهم المعاني وعدم الوقوع في الخطل في فهم كلام الله.

ـ[أنس آغا]ــــــــ[10 - 01 - 2011, 01:16 ص]ـ
عندي مشكلة في نقل ما أكتبه على (word) إلى المنتدى, إذ ينقل معي الأصل فقط, أما الحواشي فلا تنقل. على خلاف منتديات أخر. فأرجو المساعدة, وجزاكم الله خيرا.

ـ[البراء المقدسى]ــــــــ[18 - 01 - 2011, 01:24 م]ـ
جزاك الله خيراَ وبارك الله فيك وزادك علما وشرفا

ـ[أنس آغا]ــــــــ[08 - 02 - 2011, 01:05 م]ـ
(تنبه, وأنت تعرب كلام الله) 17
قال الله, سبحانه: ? إنّا أنذرناكُم عذابًا قريبًا, يومَ ينظُرُ المرءُ ما قدمتْ يداه, ويقول الكافرُ: يا ليتَني كنتُ تُرابًا ?
كثيرٌ ممّن شغفتْه صناعةُ النّحو, وتناسى أن النحو فرعُ المعنى وخادمٌ له, يتسرع في إعراب الظرف "يومًا" في هذه الآية , فيُعلّقه بالفعل "أنذر", فيحكمُ بهذا بعدم عدل الله –تعالى عن ذلك علوًّا كبيرًا- إذ كيف يكون الحساب يوم الإنذار؟ وهل في هذا حجة على البشر أو لهم؟
والمُخَلِّص مِن هذا المعنى الفاسدِ أن نُعَلّقَ الظّرفَ "يومًا" بصفة ثانية محذوفة لـ "عذابًا", أي: عذابًا قريبًا كائنًا يومَ ... , لأن شبه الجملة إذا قيدت نكرة قبلها تعلقت بصفة محذوفة منها. ولا يجوز أن نعلقه بالمصدر "عذابًا" نفسه, لأنه قد وصف بـ "قريبًا". والمصدر إذا وصف امتنع عمله (1).

(1) ذهب شيخنا فخر الدين قباوة -حفظه الله- إلى إجازة عمل المصدر, وإن كان موصوفًا, وأتى بهذه الآية شاهدًا لذلك. وهو بذلك يخالف جمهور النحويين. انظر كتابه "وظيفة المصدر في الاشتقاق والإعراب" ص191. وقد ناقش فيه شرط عمل المصدر كلها, وحرر مواضع كثيرة. فانظره, فإن فيه نفائس.

ـ[أنس آغا]ــــــــ[14 - 11 - 2012, 12:47 ص]ـ
تنبه, وأنت تعرب كلام الله (18)
قال الله, سبحانه: "فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ" [البقرة178] (1)
من المعروف أنَّ الفعلَ حينما يُبنى للمجهول يُحذف الفاعل, ولا يجوز ذكره بعدُ, فلا تقول: (ضُرِب اللصُّ مِن قِبَل الشُّرطة) , لأنك بذلك تنقض الغرض الذي من أجله بني الفعل للمجهول. على أن اللغة الإنكليزية تجمع بينهما, فيقولون على سبيل المثال: Letters are written by Ali (قد كتبت الرسالة من قِبَل علي). لذا فإنك تجد أهل اللغة يخطِّئُون هذا الاستعمال ويعُدُّونه من الأخطاء الشائعة.
غير أنّ وهمًا قد يتسرب إلى القارئ الكريم فيظنُّ أن الآية جمعت بين الفاعل ونائبه, فنائب الفاعل هو "شيء", والفاعل هو "أخيه", فيخلِّط في القياس والمعنى. أما من حيث القياس فلِمَا ذكرناه, وأما من حيث المعنى فلأنَّ فيه إحالة. فكيف يعفو المقتول بعد أن يُقتَل؟
لذا فإن من طالع كتب التفسير وجد علماءَه أجمعَ لا يلتفتون إلى هذا المعنى أصلًا لما فيه من إحالة. لكنهم اختلفوا في تأويل هذه الآية على أكثر من وجه. والظاهر منها أن المراد: القاتل الذي عفي له من دم أخيه أو من حق أخيه شيء فعلى ولي المقتول مطالبة للدية بالمعروف, وعلى القاتل أداء إليه بإحسان. وعلى هذا فالكلام على حذف مضاف, فـ "من أخيه", أي: مِن دمِ أو مِن حقِّ أخيه (2).
(1) فكرة هذه المقالة مستفادة من مشاركة للدكتور إبراهيم الشمسان في شبكة ضفاف لعلوم اللغة العربية. فجزاه الله خير الجزاء.
(2) انظر: البيان في غريب إعراب القرآن لابن الأنباري1/ 140, 141؛ ومشكل إعراب القرآن لمكي 1/ 83؛ وكشف المشكلات للباقولي 1/ 131, 132؛ والجواهر الحسان للثعالبي 1/ 396, والبحر المحيط لأبي حيان 2/ 15؛ والدر المصون للسمين الحلبي1/ 252, 253؛ والمفصل في تفسير القرآن الكريم المعروف بتفسير الجلالين تحقيق: فخر الدين قباوة ص 86.
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 1477
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست