نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 1449
ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[29 - 09 - 2010, 04:43 م]ـ
* قولُ عوفٍ:
فها أنا أبكي والفؤاد جريح
من أبياتٍ رائقةٍ معجِبةٍ أذكرُها خروجًا من كَدِّ النحوِ، وجِدِّه. وهي:
ألا يا حمامَ الأيكِ، إلفُك حاضرٌ ... وغصنُك ميَّادٌ، ففيمَ تنوحُ؟
أفِقْ، لا تنُح من غيرِ شيءٍ، فإنني ... بكيتُ زمانًا والفؤادُ صحيحُ
وَلوعًا، فشطَّت غربةً دارُ زينبٍ ... فها أنا أبكي والفؤادُ جريحُ!
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[30 - 09 - 2010, 01:01 ص]ـ
* قولُ عوفٍ:
فها أنا أبكي والفؤاد جريح
من أبياتٍ رائقةٍ معجِبةٍ أذكرُها خروجًا من كَدِّ النحوِ، وجِدِّه. وهي:
ألا يا حمامَ الأيكِ، إلفُك حاضرٌ ... وغصنُك ميَّادٌ، ففيمَ تنوحُ؟
أفِقْ، لا تنُح من غيرِ شيءٍ، فإنني ... بكيتُ زمانًا والفؤادُ صحيحُ
وَلوعًا، فشطَّت غربةً دارُ زينبٍ ... فها أنا أبكي والفؤادُ جريحُ!
بارك الله فيكم.
أبا قصي، كنتُ قد قرأتُ هذه الأبيات الرائقة الرقيقة في بضعة مصادر منسوبة لأبي كبير الهذلي ... وقرأتُها منسوبة لعوف بن محلم في مصادر أخرى، فما التحقيق في هذه المسألة؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[30 - 09 - 2010, 03:02 م]ـ
بورك الجمعُ الطَّيِّب!
قول المجنون:
................ ** وهأنا ميِّتٌ في كُلِّ يومِ
-اختلفت الروايةُ فيه، فرواه بعضهم:
.............. ** وكيف بميتٍ في كلِّ يومِ
وروي:
............. ** وهأنذا أموتُ بكلِّ يومِ
وكذلك ما ذكره المرزوقي في بيت ابنةِ النضر، وقولُ النابغة:
ها إنَّها عِذْرَةٌ إلاَّ تَكُن نَفَعَتْ ** .............
روايته المشهورةُ:
ها إن تا .... ، وروي: ها إن ذي ...
فلا شاهدَ فيه على ذلك لما أنَّ الفصلَ بين ها التنبيه واسم الإشارة شأنٌ آخرُ غير ما نحن فيه، وله شواهده المذكورةُ في مظانِّها، والله أعلم.
ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[30 - 09 - 2010, 03:51 م]ـ
كما روَى صاحبُ الأمالي -أيضًا- البيتَ التَّالي لعوف بن محلّم، ونصُّه:
ولوعًا فشطَّتْ غُربةً دارُ زينبٍ ... فهأنا أبكي والفؤادُ جريحُجاءت الروايةُ في اللآلي للبكري هكذا:
وُلوعًا فشطَّتْ غُربةً دارُ زينبٍ ... فهأنا أبكي والفؤادُ قريحُ
والصوابُ في الولوع الفتحُ كما ذكر الأستاذ فيصلٌ-حفظه الله-، قال الأستاذ الميمني-رحمه الله-في سِمطه: يقولون: إنّ (هأنا) بدون (ذا) لا يَصِحُّ كما قال الرُبَيْع:
هأنذا آمُلُ الخلودَ وقد ** أدرك عقلي ومولدي حُجُرا
ولكن بيت أبي محلِّم (كذا، والصواب: ابن محلِّم) حجةٌ عليهم. وقال المعري:
فهأنا لا أخون ولا أخان
كذا قال الأستاذ -عليه رحمة الله-، لكن ألا يُعَدُّ بيتُ عوفٍ ونحوُه من قبيل الشاذّ أو النادر؟
ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[01 - 10 - 2010, 03:01 م]ـ
التحقيق في هذه الأبيات أنَّها لأبي كبير الهذليِّ. وإنما أفضَى إلى هذا الخطأ في نسبتها أنَّ عبدَ الله بن طاهر مرَّ هو وعوف بن محلّم بحمامةٍ تنوحُ على فنَنٍ، فذكر له أبياتَ أبي كبيرٍ، وسألَه أن يجيزَها، فقالَ أبياتًا حسانًا على بحرها، وقافيتِها أوردُ بعضَها:
أفي كلِّ عامٍ غُربةٌ، ونزوحُ ... أما للنوى من وَنيةٍ فتريحُ؟
لقد طلَّحَ البينُ المُشِتُّ ركائبي ... فهل أريَنَّ البينَ وهو طليحُ؟
وأرَّقني بالريِّ نوحُ حمامةٍ ... فنُحتُ وذو الشجوِ الغريبُ ينوحُ
على أنها ناحت ولم تُذرِ عبرةً ... ونُحتُ وأسرابُ الدموعِ سُفوحُ
وناحت وفرخاها بحيثُ تراهما ... ومن دونِ أفراخي مهامهُ فِيحُ
وأولُ من وجدتُّه وقعَ في هذا الخطأ أبو العباس المبرّد في «كامله». ولم يكن بالقويِّ الضبطِ لما يروي. وقد أحصيتُ عليه أشياءَ من ذلكَ ليس من الرأي الإطالةُ ببيانِها.
ثم وقعَ هذا الخطأ إلى أبي عليٍّ في «أماليه» روايةً عن أبي العباس من طريقِ تلميذه ابنِ درستويه.
= فائدتان:
1 - عوف بن محلِّم يكنى أبا محلِّم.
2 - قولُه: (فشطَّت غَربةً ...) بفتح الغين، أي: نائيةً، صفةٌ مشبَّهةٌ. وهي حالٌ من (دار زينب). أما الغُربة بالضمِّ، فمصدرٌ، معناه النزوح عن الوطنِ.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[01 - 10 - 2010, 06:21 م]ـ
التحقيق في هذه الأبيات أنَّها لأبي كبير الهذليِّ. وإنما أفضَى إلى هذا الخطأ في نسبتها أنَّ عبدَ الله بن طاهر مرَّ هو وعوف بن محلّم بحمامةٍ تنوحُ على فنَنٍ، فذكر له أبياتَ أبي كبيرٍ، وسألَه أن يجيزَها، فقالَ أبياتًا حسانًا على بحرها، وقافيتِها أوردُ بعضَها:
أفي كلِّ عامٍ غُربةٌ، ونزوحُ ... أما للنوى من وَنيةٍ فتريحُ؟
لقد طلَّحَ البينُ المُشِتُّ ركائبي ... فهل أريَنَّ البينَ وهو طليحُ؟
وأرَّقني بالريِّ نوحُ حمامةٍ ... فنُحتُ وذو الشجوِ الغريبُ ينوحُ
على أنها ناحت ولم تُذرِ عبرةً ... ونُحتُ وأسرابُ الدموعِ سُفوحُ
وناحت وفرخاها بحيثُ تراهما ... ومن دونِ أفراخي مهامهُ فِيحُ
وأولُ من وجدتُّه وقعَ في هذا الخطأ أبو العباس المبرّد في «كامله». ولم يكن بالقويِّ الضبطِ لما يروي. وقد أحصيتُ عليه أشياءَ من ذلكَ ليس من الرأي الإطالةُ ببيانِها.
ثم وقعَ هذا الخطأ إلى أبي عليٍّ في «أماليه» روايةً عن أبي العباس من طريقِ تلميذه ابنِ درستويه.
= فائدتان:
1 - عوف بن محلِّم يكنى أبا محلِّم.
2 - قولُه: (فشطَّت غَربةً ...) بفتح الغين، أي: نائيةً، صفةٌ مشبَّهةٌ. وهي حالٌ من (دار زينب). أما الغُربة بالضمِّ، فمصدرٌ، معناه النزوح عن الوطنِ.
أحسن الله إليك، وجزاكَ الله خيرا على هذه الفوائد الْحِسَان.
إني أرى ما ترون في صحة نسبة الأبيات لأبي كبير الهذلي، وأحمد الله أني استفتيتك، فقد كنتُ سببا في استخراج هذه الفوائد الكريمة، والتعليقات اللطيفة.
حفظكم الله ورعاكم.
عمار
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 1449