نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 1448
ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[27 - 09 - 2010, 05:47 م]ـ
لا يصح اجتماع هاء التنبيه، وكاف الخطاب في اسم الإشارة الصواب أن يقال: ها التنبيه لأنّه إذا كانتِ الكلمة على حرفٍ واحدٍ، فإنّه يُعبر عنها باسم هذا الحرفِ، فلا تقول في نحو باء الجر: "بَ"، ولا في التاء التي هي ضميرٌ: "تَ"، بخلافِ ما إذا كانت على حرفين فأكثر، فإنّ التعبير عنها يكون بلفظها كما هي، فلا تقول في نحو "هل": الهاء واللام، ولا في "قد": القاف والدال، ولا في "أل": الألف واللام، (ما دمتَ ترى أنها كلَّها المُعَرِّفةُ لا اللام وحدها).
والله أعلمُ.
ملحوظة:
هذه القاعدة خاصّة بالاسم والحرف؛ لأنّ الفعلَ لا يكون على أقلَّ من ثلاثةِ أحرفٍ وضعا.
= ذَكَر الرَّضيُّ في شَرْحِهِ علَى «الكافيةِ» أنَّ بعضَهم جوَّز مجيءَ هاءِ التَّنبيه من دونِ الاسمِ الإشارةِ؛ نحو: (ها أنا زيدٌ قائمًا) [شرح الرضي 2/ 14 - بتحقيق: يوسف حسن عمر]. وعلَّقَ المحقِّقُ قائلاً: (والأكثرُ أن يُقالَ: ها أنا ذا، وبعضهم يُوجِبُ ذلك) انتهى.
وقالَ الشَّارِحُ في موضعٍ آخَر [شرح الرضي 4/ 424]:
(وما حَكَى الزَّمخشريُّ مِن قَوْلِهِمْ: ها إنَّ زيدًا منطلقٌ، وها افعلْ كذا= مِمَّا لَمْ أعثُرْ لَهُ علَى شاهِدٍ.
فالأَوْلَى أن نقولَ: إنَّ هاء التَّنبيه مُختصٌّ باسمِ الإشارةِ، وقد يُفْصَلُ عَنْهُ كمَا مَرَّ، ولم يَثْبُتْ دخولُها في غَيْرِهِ مِنَ الجُمَلِ والمُفْرَدَاتِ) انتهى.
ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[28 - 09 - 2010, 08:09 م]ـ
جزاكِ الله خيرًا
فالأَوْلَى أن نقولَ: إنَّ هاء التَّنبيه ...
لعلَّ هذا خطأٌ في النسخةِ المنقول عنها، والمشهور كما ذكرتُ قبلُ أن يقال: ها التنبيه، وقد استعمل المحققُ الرضي هذا التعبير في الأكثر مما قد يرجح أنّ ذلك خطأٌ في النسخة المنقول منها أو نحو ذلك، والله أعلم.
(ها أنا زيدٌ قائمًا) ... ، ها أنا ذا ...
المشهور أن يكتب نحو ذلك هكذا: هأنا ... ، هأنذا ... ، هذا إذا لم يكن هناك وجهٌ آخرُ لا نعلمه، فلتذكروه لنا مشكورين.
غيرَ أنِّي قد رأيتَ تعبيرَهُمْ عن ذلكَ الحرفِ بـ (هاء التنبيه) في كثيرٍ من كُتُبِ العُلماءِ؛ ففي «كتاب سيبويه 3/ 333» -علَى سبيلِ المِثالِ-: (لأنِّي إذا تركتُ هاءَ التَّنبيهِ علَى حالِها فإنَّما أُريدُ الحِكايةَ).
أمَّا عن كتابةِ (ها أنا ذا) -علَى هذا النَّحْوِ-؛ فإنِّي إنَّما كتبتُهُ كما وجدتُّهُ في الكتابِ المذكورِ -الَّذي نقلتُ عنه-، وقد كُتِبَ علَى هذه الشَّاكِلةِ -أيضًا- في كثيرٍ من الكُتُبِ. ويُكْتَبُ -أيضًا- علَى النَّحْوِ الَّذي تفضَّلْتَ بذكْرِهِ. ومسائلُ الخطِّ فيها سعةٌ -والحمدُ للهِ-.
نعودُ إلَى أصلِ المسألةِ: فقد ذكرَ عبَّاس حسن في «النّحو الوافي 1/ 225» شواهِدَ علَى مجيءِ (ها) التَّنبيهِ من دونِ اسمِ الإشارةِ؛ يقولُ:
(روَى أبو عليٍّ (القالي في كتابِه: «ذيل الأمالي والنَّوادِر» ص105) عن بعضِ الأعرابِ قول شاعِرِهم:
فها أنا للعُشَّاقِ يا «عزُّ» قائدٌ ... وبي تُضربُ الأمثالُ في الشَّرقِ والغربِ
والشَّائع هو دخول «ها» الَّتي للتَّنبيهِ على ضمير الرَّفع المنفصل الَّذي خبرُه اسمُ إشارةٍ؛ نحو: «هأنذا» المقيمُ على طلبِ العلومِ. وغيرُ الشَّائعِ دخولُها عليه إذا كانَ خبرُه غيرَ اسمِ إشارةٍ؛ نحو: هأنا ساهرٌ على صالحِ الوطنِ .. وهو -مع قلَّة شيوعِهِ- جائزٌ؛ لورودِ نصوصٍ نظميَّةٍ ونثريَّةٍ، فصيحةٍ متعدِّدةٍ، تكفي للقياسِ عليها. منها: قولُ عمرَ بنِ الخطَّابِ يومَ أُحُد حينَ وقفَ أبو سفيان بعد المعركةِ يسأل: أين فلان، وفلان ... من كبار المسلمين، فأجابه عُمر: هذا رسول الله -عليه السَّلام-، وهذا أبو بكر، وهأنا عُمَرُ ... ومنها بيتٌ لمجنونِ ليلَى، ونصُّه:
وعُروةُ ماتَ موتًا مستريحًا ... وهأنا ميِّتٌ في كُلِّ يومِ
كما روَى صاحبُ الأمالي -أيضًا- البيتَ التَّالي لعوف بن محلّم، ونصُّه:
ولوعًا فشطَّتْ غُربةً دارُ زينبٍ ... فهأنا أبكي والفؤادُ جريحُ
وقول سُحَيْم، من شعراء صدرِ الإسلامِ:
لو كانَ يبغي الفِداءَ قلتُ له ... هأنا دونَ الحبيبِ يا وَجَعُ) انتهَى.
ثمَّ وجدتُّ المرزوقيَّ في «شرح ديوان الحماسة 967» يقولُ -في بيتِ قتيلة بنت النَّضْر: «أمُحَمَّدٌ ولأنتَ نَجْلُ نجيبةٍ» -:
(وبعضُهم رَوَى: «أمُحَمَّدٌ ها أنتَ نَجْلُ نجيبةٍ»، فأدخلَ «ها» التَّنبيهِ علَى الجُملةِ وقد تعرَّتْ من حرفِ الإشارةِ. وقد جاءَ مثلُهُ. قالَ النَّابغةُ:
ها إنَّها عِذْرَةٌ إلاَّ تَكُن نَفَعَتْ ... فإنَّ صاحِبَها قد تاهَ في البَلَدِ) انتهى.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 1448