نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 1289
ـ[عَرف العَبيرِ]ــــــــ[17 - 08 - 2011, 02:39 ص]ـ
هل المقصودُ بعدم الاحتجاجِ بها أنَّها ـ الأحاديث النبويّة الشريفة ـ تخالفُ قواعدَ النحو؟، وربمَا يرجع سببُ ذلك أنَّ زمنَ الرسولِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم تكنْ قواعدُ النحو قد وُضعت.
، وإنما كان ذلك لأمرين:
الأول: أنَّ الرواة جوَّزوا النقلَ بالمعنى، نحو ما روى من قوله _ صلى الله عليه وسلم _: " زوجتُكها بما معك من القرآن "، " ملكتُكها بما معك "، " خذْها بما معك "، إذ يحتمل أنه قال لفظاً مرادفاً لهذه الألفاظ، فأتى الرواة ُبالمرادف، ولم تأتِ بلفظه.
وقد قال " سفيانُ الثَّورىّ ": " إنْ قلتُ لكم: إنى أحدِّثكم كما سمعتُ فلا تصَدِّقونى، إنما هو المعنى ".
الثانى: وقوعِ اللحنِ الكثير فيما روى من الأحاديث؛ لأنَّ كثيراً من الرواة كانوا غيرَ عربٍ، ولايعلمون لسانَ العربِ بصناعة النحو، فوقعَ اللحنُ فى كلامهم، وهم لايعلمون ذلك.
وقد قال " بدر الدين ابن جماعة " _ وكان ممن أخذ عن ابن مالكٍ _: " قلت له: ياسيدى: هذا الحديث رواية الأعاجم، ووقع فيه من رواياتهم ما يُعلم أنه ليس من لفظِ الرسول، فلم يجبْ بشىء ".
ـ[محمد الراضي]ــــــــ[17 - 08 - 2011, 02:44 ص]ـ
باركَ الله تعالى فيكُم ـ أخي الحبيبَ! ـ
ـ[حنان]ــــــــ[17 - 08 - 2011, 04:15 م]ـ
هل المقصودُ بعدم الاحتجاجِ بها أنَّها ـ الأحاديث النبويّة الشريفة ـ تخالفُ قواعدَ النحو؟، وربمَا يرجع سببُ ذلك أنَّ زمنَ الرسولِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم تكنِ قواعدُ النحو قد وُضعت.
جُزيتَ خيراً، ولكن هنا بعض الملاحظات المهمة والتي تجعلنا نلمّ بالموضوع بعض الشيء وهي:
1. ان العرب كانت تتحدث على السليقة العربية السليمة، وكانت في أقصى درجات النضوج اللغوي، وإن لم يكن كذلك فكيف يُعجز الله سبحانه وتعالى العربَ بالتحدي معهم على أن يأتوا بمثله!!
2.ان اللحن كان موجود في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وحين يلحن أحد من القوم كان الرسول يقول (أصلحوا أخاكم)، من هنا نستنتج ان العرب كانت تتكلم بلغة ذات قواعد متكاملة سليمة ــ وإن لم يعرفوا تلك القواعد ـــ والدليل على ذلك يكتشفوا اللحن مباشرةً من المتكلم ويعلموا أنه أخلّ بالنظام اللغوي.
3. أن لم تكن قواعد النحو قد وُضعت هذا لا ينفي كون النظام اللغوي موجود، لأن النحو بالتعريف العام له والمختصر هو (نظام اللغة) ولا تولد لغة من غير نظام، ومثال هذا العلم كعلم المنطق فهو ينسب الان لأرسطو لأنه هو الذي وضع قواعد المنطق، ولو عدنا للحقيقة لوجدنا الناس مناطقة من حيث لا يشعرون وما.
4. ان قواعد النحو هي قواعد مستنبطة من استقراء كلام العرب، إذن: كلام العرب كلامٌ مبني على قواعد رصينة ومنظمة.
من هذه الملاحظات والمقدمات المختصراً جداً ينتج ما يلي:
أ. ليس المقصود من عدم الاحتجاج بالاحاديث النبوية لانها تخالف قواعد النحو بالحقيقة، إلّا إذا كانت موضوعة ومفتعلة من قبل الذين لا يؤمنون بالنبي ولا يخافون عذاب رب العالمين.
ب. لا يرجع السبب الى أن قواعد النحو لم توضَع .. لأنها وإن لم توضع إلا أن العرب كانت تتكلم باللغة السليمة الصحيحة، وإلّا فكيف يستشهدون بشعر العصر الجاهلي ولم يستشهدوا بكلام الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم.
ونحاول أن نستزيد من الجلساء الكرام
كلام العرب يحتجُّ به بما ثبت عنِ الفصحاءِ الموثوق بعربيتهم، قال " أبو النصر الفارابىُّ ": كانت قريش أجود العرب انتقاداً للأفصح من الألفاظ وأسهلها على اللسان عند النُّطقِ وأحسنها مسموعاً وأبينها إبانة فى النفس، والذين عنهم نُقلت العربية، وبهم اقْتُدى، وعنهم أخذ اللسان العربىّ من بين قبائل العرب وهم: قيس _ تميم _ أسد، فإن هؤلاء هم الذين عنهم أكثر ما أُخذ ومعظمه، وعليهم اتُّكل فى الغريب، وفى الإعرابِ والتصريف، ثم هذيل وبعض كِنانة، وبعض الطائيين، ولمْ يُؤخذْ عن غيرِهم من سائر قبائلهم، وبالجملةِ فإنَّه لمْ يؤخذْ عن حضرى قطُّ، ولا عن سكان البوادى ممن كان يسكن أطراف بلادهم، فإنه لم يؤخذ من لخمٍ ولا جذام فإنهم كانوا مجاورين لأهل مصر، والقبط، ولامن قُضَاعة ولا غسَّان، ولا من إياد، فإنهم كانوا مجاورين لأهل الشام، وأكثرهم نصارى يقرؤون فى صلاتهم بغير العربية، ولامن تغْلب والنمر، فإنهم كانوا بالجزيرة مجاورين لليونان، ولامن بَكْر؛ لأنهم كانوا مجاورين للنَّبط والفرس، ولا من عبد القيس؛ لأنهم كانوا سكانَ البَحْرين مخالطين للهند والفرس، ولا من أزْد عمان؛ لمخالطتهم للهند والفرس، ولا من أهلِ اليمنِ أصلاً؛ لمخالطتهم للهندِ والحبشة، ولا من بنى حنيفةَ وسكان اليمامة، ولا من ثقيفٍ وسكان الطائفِ؛ لمخالطتهم تجَّار الأمم المقيمين عندهم، ولا من حاضرة الحجاز، والذى نقل اللغة واللسان العربىّ عنْ هؤلاءِ هم أهلُ الكوفة والبصرةِ فقط من بين أمصارِ العربِ " (*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*): انظرْ كتابَ (الألفاظ والحروف) للفارابىّ، بتصرف.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 1289