نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 1287
ـ[عَرف العَبيرِ]ــــــــ[22 - 07 - 2011, 02:45 ص]ـ
الحمدُ لله وبعدُ:
أمثلةٌ للاحتجاج بالقراءاتِ الشاذةِ فى القرآن الكريم:
1_ الاحتجاجُ على جوازِ دخول لام الأمر على المضارع المبدوء بتاء الخطاب بقراءةِ " فبذلك فلتفرحوا " (1).
2_ الاحتجاجُ على صحةِ قول من قال: إنَّ اسم الجلالة (الله) أصله (لاه) بقراءة " وهو الذى فى السماء لاهٌ وفى الأرض لاه " (2).
تنبيه:_ أكثر قومٌ من المتقدمين مثل (الزمخشرىِّ والمبرِّد) من الطعن فى القراءاتِ، ونسبوا بعضَ القرَّاء إلى اللحن، وقد ردَّ المتأخرون، منهم " ابن مالكٍ " عليهم ببليغ القول وأفصحه، واختار جوازَ ما وردتْ به قراءاتُهم فى العربية، من ذلك احتجاجُه على جواز العطف على الضمير المجرور من غير إعادة الجار بقراءة حمزة:" واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحامِ ".
واحتجاجه على جواز الفصل بين المضاف والمضاف إليه بمفعوله بقراءة " ابن عامرٍ ": "وكذلك زُيّن لكثير من المشركين قتلَ أولادَهم شركاءِهم ".
ــــــــــــــــــــــ
(1): وهى قراءةُ النبىّ صلى الله عليه وسلم وعثمانَ بن عفان وأُبىّ بن كعب والحسن وأبى رجاء والأعرجِ والأعمش.
(2): (الله): هو اسمُ الله الأعظم، خاصٌ به، لايشركه فيه غيره، واختلفَ العلماءُ فيه: هل هو اسمٌ موضوعٌ، أو مشتق؟؟.
فذهب " سيبويه " إلى أنه اسمٌ مرتجل للعلمية، غير مشتق، فلا يجوز حذف الألف واللام منه، وذهب آخرون أنه مشتق، ولاشتقاقه قولان:
1_ أنه مشتق من (إلاه)، على زنة فِعَال، من قولهم: أَلَه الرجلُ يألَه إلاهةً؛ أى (عبد عبادةً)، ثمَّ حذفوا الهمزةَ تخفيفاً؛ لكثرةِ استعماله، ثمَّ أدخلتِ الألف واللام للتعظيم.
2_ أنه مشتقٌ من (لاه _ يليه) إذا تستر، كأنه سبحانه يسمَّى بذلك لاستتاره عنِ الأبصار، ثمَّ أدخلتِ الألفُ واللام علي للتعظيم، ووزنُه فَعْلٌ.
وللحديثِ تكملةٌ _ إنْ شاءَ الله _
ـ[حنان]ــــــــ[07 - 08 - 2011, 10:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجليس (عرف العبير) بارك الله تعالى بجهودكَ في هذا المجال ونحن بانتظار المزيد منكَ إن شاء الله، ولكن هناك فرق بين (السَّماع) و (الاستماع) ألا نستطيع أن نقول إن من اصول النحو (الاستماع) وليس (السماع) لأن السماع بدون قصد وقد يكون السامع غير مدرك لما سمعه لعدم اصغائه له، اما اذا كان في حال استماع فانه يتعمد الادراك للكلمة، وبهذا نكون قد أحرزنا صحة النقل عن علماء اللغة المتقدمين المعاصرين لعصر الفصاحة؟!
ـ[عَرف العَبيرِ]ــــــــ[07 - 08 - 2011, 11:37 م]ـ
الحمد لله وبعد:_
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
حياكِ الله أختنا الفاضلة، وحمى الله أرضكم ودياركم من كلِّ سوء.
لعلكى تقصدين الإصغاءَ، وإلا فكما بيَّنْتُ فى تعريف السماع (لغةً): هو إدراكُ الأصواتِ بالحاسة المعلومة، وهذا الاصطلاح مصطلحٌ عليه علماءُ العربيةِ القدامى.
بارك اللهُ فيكم على اهتمامِكم، ونفعَ الله بكم وأمَّن روعَكم، وشفى مريضَكم، وأغاث ملهوفَكم.
فصلٌ فى الاستدلال بكلام الرسول _ صلى الله عليه وسلم _
فكلامُه يستدل منه بما ثبتَ أنه قاله على اللفظِ المروىّ؛ وذلك نادرٌ جداً، فإنَّ غالبَ الأحاديث مرويةٌ بالمعنى، وقد تداولتها الأعاجمُ والمولدون قبل تدوينها، فرَوَوْها بما أدتْ إليه عبارتهم فزادوا ونقصوا، وقدَّموا وأخَّروا، وأبدلوا ألفاظاً بألفاظ، ومن ثَمَّ أُنْكِر على " ابنِ مالكٍ" إثباتُه القواعدَ النَّحْوية بالألفاظِ الواردة ِفى الأحاديث.
قال " أبوحيانَ " فى " شرحِ التسهيل ": " قد أكثر هذا المصنف _ يعنى ابنَ مالكٍ _ من الاستدلال بما وقعَ فى الأحاديث على إثباتِ القواعدِ الكلية فى لسانِ العرب، وما رأيتُ أحداً من المتقدمين والمتأخرين سلك هذه الطريقة غيرَه."
تنبيهٌ:
ما قاله " أبو حيَّان " ليس دليلاً على أنَّ هؤلاء العلماء كانوا يمنعون الاستدلال بالحديث الشريف، بل تَرْكُهم له لعدمِ تعاطيهم إياه، وأيضاً لم تكنْ دواوين الحديث قدِ اشْتُهِرت، وقد جرى الكلامُ فى ذلك مع بعض المتأخرين الأذكياء، فقال: " إنما ترك العلماءُ ذلك؛ لعدم وثوقهم أن ذلك لفظ الرسول _ صلى الله عليه وسلم _؛ إذ لو وثقوا بذلك لجرى مجرى القرآن فى إثباتِ القواعدِ الكلية، وإنما كان ذلك لأمرين:
الأول: أنَّ الرواة جوَّزوا النقلَ بالمعنى، نحو ما روى من قوله _ صلى الله عليه وسلم _: " زوجتُكها بما معك من القرآن "، " ملكتُكها بما معك "، " خذْها بما معك "، إذ يحتمل أنه قال لفظاً مرادفاً لهذه الألفاظ، فأتى الرواة ُبالمرادف، ولم تأتِ بلفظه.
وقد قال " سفيانُ الثَّورىّ ": " إنْ قلتُ لكم: إنى أحدِّثكم كما سمعتُ فلا تصَدِّقونى، إنما هو المعنى ".
الثانى: وقوعِ اللحنِ الكثير فيما روى من الأحاديث؛ لأنَّ كثيراً من الرواة كانوا غيرَ عربٍ، ولايعلمون لسانَ العربِ بصناعة النحو، فوقعَ اللحنُ فى كلامهم، وهم لايعلمون ذلك.
وقد قال " بدر الدين ابن جماعة " _ وكان ممن أخذ عن ابن مالكٍ _: " قلت له: ياسيدى: هذا الحديث رواية الأعاجم، ووقع فيه من رواياتهم ما يُعلم أنه ليس من لفظِ الرسول، فلم يجبْ بشىء ".
يتبع بإذن الله ...
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 1287