نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 128
ـ[أبو محمد يونس المراكشي]ــــــــ[24 - 04 - 2014, 05:31 م]ـ
والله ما قصدت الطعن في نيتك،ولكن ساءني قولك {فكل من في هذا المنتدى –فيما أحسب- أبناء ثقافة واحدةٍ، ولديهم منهجٌ يعتنقونه، ويتواصون به، ويتناصرون عليه، أما أنا فلي عقلٌ أعيش به، وأسأل الله أن يكون قائدي إلى الحق.}
فسألتك سؤالا استبيانيا لم يكن الغرض منه الطعن في نيتك بقدر ماكان الهدف منه معرفة قصدك مما قلته، لذلك قلت ((كأنك)) ولم أجزم،وقلت لك {إن كان غرضك كذا ... وإن كان غرضك} فأنا والله ماجزمت بشيء ولكن أسلوبك أوهمني بذلك فأعتذر لك أيها الكريم عما بدر مني وأرجو منك العفو والصفح عن أخيك بارك الله فيك وجزاك خيرا.
ونحن في انتظار جوابك لعلنا نصل إلى شيء جديد.
في الختام أكرر لك الاعتذار إن آذيتك بشيء أو فهم من كلامك طعن في نيتك فاعف واصفح عن أخيك.
ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[24 - 04 - 2014, 08:43 م]ـ
وفقنا الله وإياكم إلى كل خير.
تصحيح: كذاك يعادي العلم من هو جاهلُه
أما جواب أستاذنا الفاضل المراكشي عن استشهاد الأخ الكريم تقنويه بحديث قراءة القرآن فأراه عين الصواب، وقد أصاب المراكشي، فلماذا غضب الأخ تقنويه، فالرجل يقول: هؤلاء قوم يقرؤون كل بحسبه، ويتفاوتون في نطقهم وصحة قراءتهم وغير ذلك، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، فكيف تحتج به على أن العالم قد يتمكّن في فهم الدين وليس له علم بالعربية، لا تخلِّط عافاك الله.
وأرى أن الحديث تشعب وكثرت فروعه، ولا أريد أن أدخل الآن في قيل وقال.
فنعود إلى ما كنا فيه، فنقول:
أما الخبر المصنوع على مالك -رحمه الله- فما ردَّ صاحبنا الكريم تقنويه على شيء مما قلناه فيه، فقد فرغنا من ذلك.
وأما ما يشابهه ويضارعه وهو نسبة اللحن إلى الإمام أبي حنيفة -رحمه الله- فنحن لا نقول: يستحيل وقوع اللحن من أبي حنيفة، لكننا نقول: أثبتوا لنا ذلك، فإمكان الوقوع ليس دليلا على الوقوع، ولا يخطأ العالم إلا في ما قاله وثبت وقوعه منه، وليس بتوهمنا أن هذا يجوز أن يقع منه.
وهذا اللحن الذي نسبه أخونا تقنويه إلى أبي حنيفة -رحمه الله- شيئان:
1 - شيء أخبر عنه بأنه اشتهر عنه واستفاض في كتب المتقدمين، ثم قال: ولو شئتَ أحلتكَ عليها.
فنقول: نعم نشاء، ويا حبذا، فإن وجدنا جوابا عنها أجبنا، وإن لم نجد أمسكنا، فليس الشأن عاطفة كما تظن بنا.
وإني لأعلم ما الشيء الذي تريد أن تأتي به.
2 - والشيء الثاني قول أبي حنيفة: "ولو ضربه بأبا قبيس".
وقد بينا أن هذا على لغة من لغات العرب.
لكن أخانا تقنويه يقول: لم يرد أبو حنيفة هذه اللغة, وإنما لحن.
فقلنا: وما دليلك على أنه لم يُردها؟
قال: لأنه أعجمي، فأين هو من لغة بني الحارث وخثعم وغيرهم؟
فنقول: إن الرجل قد يتكلم في بعض أحواله بلغة غير اللغة التي نشأ عليها، سواء أكان عربيا فيتكلم بلغة غير لغة قومه التي نشأ عليها أم كان أعجميا نشأ على لغة من لغات العرب فيتكلم بلغة قوم آخرين.
وإذا ثبت أن العرب كان الرجل منهم يأتي في شعره بلغة غير لغة قومه فما المانع من أن يقع في ذلك الأعجمي فيأتي بلغة غير اللغة التي نشأ عليها.
بل إن خروج العربي عن لغة قومه أغرب وأعجب من خروج صاحبه، لأن العرب الأقحاح ألسنتهم شديدة فلا تقبل شيئا غير الشيء الذي درجت عليه وألفته، وأخبار العلماء في تلقين بعض الأعراب لغات قوم آخرين وتعذر النطق بها على أولئك الأعراب معروفة مشهورة.
فإذا كان العربي مع ذلك يأتي في شعره بشيء من لغة قوم آخرين فما المانع أن يقع ذلك للأعجمي؟
وشواهد أخذ العربي من لغة بعض العرب الآخرين كثيرة، وأقرب شيء من ذلك البيت الذي أنشدناه: إن أباها وأبا أباها، فقد نسب لأبي النجم العجلي ولرؤبة بن العجاج التميمي، فإن صحت النسبة إلى أحد هذين فقد جاء بما ليس من لغة قومه، لأن هذه لغة بني الحارث بن كعب وزبيد وخثعم وبعض من والاهم من أهل اليمن، وليست معروفة في بني تميم ولا في بني عجل البكريين.
فيكون هذا الشاعر سمع ذلك من بعض هؤلاء الأقوام فتكلم به في شعره، وليس هذا بممتنع، وله نظائر.
فكذلك يجوز أن يكون أبو حنيفة سمع بعض العرب الذين يتكلمون بلغة القصر -وهي غير اللغة المشهورة التي نشأ عليها- فتكلم بكلامهم، بل يجوز أن يكون خالط بعض هؤلاء مخالطة طويلة وتلقى ذلك عنه.
وقد شُغلت الآن.
والسلام عليكم.
ـ[أبو محمد يونس المراكشي]ــــــــ[24 - 04 - 2014, 09:01 م]ـ
لا أملك إلا أن أقول ماشاء الله تبارك الله.
حفظك الله وبارك فيك شيخنا صالح، كعادتك مبدع ومتميز شكر الله لكم.
ـ[تقنويه]ــــــــ[24 - 04 - 2014, 10:35 م]ـ
أخي المراكشي: ما أريده أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أقرَّهم على اللحن، ومعلومٌ أنَّ للحن أثرٌ في فهم دلالة القرآن وأحكامه، وقول الصحابي حجةٌ عند الإمام مالك وكثيرٍ من السلف، وقد ينبني على النقل عن هؤلاء الأعاجم حكم شرعيٌ.
أخي العمري .. دعك فيما بيني وبينك، ولا شأن لك فيما بيني وبين المراكشي، فالذي أغضبني منه فَهِمَهُ هو وعرفه، وما أقحمت نفسك بيننا إلَّا لتبدي موافقته ومخالفتي، ولسَت بحاجةٍ إلى ذلك، فلعمري إنَّ كل من قرأ هذه المنازعات بعقلٍ متجردٍ يدرك أن المراكشي لو قال إنَّ الشمس غربت بالأمس من المشرق وقلتُ من المغرب لوقفت إلى جانبه.
أقول ذلك لأني وجدت في جوابك في مسألة (ولو بأبا قبيس) تهافتًا لا يخفى على الفطن، وهو ما يقطع بأنَّك ما أردت إلا مخالفتي، والانتصار للمراكشي.
ثم وجدتك تطلب مني أن أحيلك إلى المصادر التي تحدثت عن لحن أبي حنيفة، ثم تتبع ذلك بأنَّك تعرف ما سأقول، فما دام علمك قد بلغ هذا المبلغ الذي كشفت لك به حجب الغيب، وصرت تعرف ما كان، وما هو كائن فهنيئًا لك بهذا العلم، ولا حاجة لك في علم عبدٍ ضعيف مثلي.
سننتظر بقية حديثك، والذي يظهر بعد أن قرأت منازعتك الأخيرة أنك كـ (كديش) السباق تأتي بكل ما لديك في أوَّل المسافة، ثم ما تلبث أن ينقطع نفسك، وإني لأتمنى عليك أن تتوقف عند هذا الحد، فما ظني بك إلَّا ستبرك في نهاية السباق.
وفقني الله وإياك لكل خير ..
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 128