responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 1201
ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[20 - 07 - 2011, 05:16 م]ـ
أخي الحبيب/ جليس الصالحين
لستُ أوافقُ البدريَّ على وصفِ ابن مالكٍ بالكذبِ، وأنَّه يختلِقُ الأسماءَ التي لم يوجد أصحابُها، وأنَّه ينسُب إلى العلماءِ أبياتًا من الشِّعر يزعُم أنهم روَوها، ولم يروُوها، فهذا كلُّه عجَلةٌ، وعدَم إنصافٍ، وتثبُّتٍ. ولست أدفَع هذا لاستحالةِ أن يقعَ الكذبُ من مثلِه كما يرَى بعضُهم، فهذا عندي ممكِنٌ، وإنْ كانَ بعيدًا، ولكني أدفعُه لأنَّه أمرٌ لا دليلَ عليه. وسأبيِّن رأيي فيه، وهل يجوز أن يكون أراد بهذه الأبيات التمثيلَ، والاستئناسَ؟

والائتناف هو كما ذكرتَ.

وفقك الله.

ـ[السئول]ــــــــ[20 - 07 - 2011, 10:08 م]ـ
بارك الله فيكم
على ما سبق إن كان ثم اتصال وارتباط بين السابق واللاحق لا يصح استخدام لفظ استئناف أليس كذلك؟

ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[21 - 07 - 2011, 11:09 م]ـ
الائتناف، والاستئناف معناهما ابتداءُ الأمر من أوله، وليس إتمامَه. واشتقاقُهما من أنْفِ الشيءِ، فكأنَّ المستأنِف أخذَ أنفَ الشيءِ، وأنْفُ الشيءِ أوَّلُه. ومنه قولُ امرئ القيس:
قد غدا يحمِلني في أنفِه ... لاحِقُ الأيطلِ محبوكٌ مُمَرْ
يريدُ في أنفِ المطَر، أي: أوَّلِه.
وقد يجوز أن يقع موقِع الإتمامِ إذا جعلتَه كأنَّه ابتداءٌ جديدٌ، كما تقول: (لعبتُ، ثم استرحتُ، ثم ابتدأتُ اللعبَ). وكذلك: (لعبتُ، ثم استرحتُ، ثم استأنفتُ اللعبَ). فأما إذا أردتَّ معنَى الإتمام خاصَّةً، فلا يجوز، وإنْ كان شائعًا عندَ المعاصرين.

ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[21 - 07 - 2011, 11:16 م]ـ
(3)

وأمرٌ آخَرُ يصدِّق لك هذه الدعوَى. وذلكَ أنَّ هذه الأبياتَ التي تفرَّدَ بها ابنُ مالكٍ كلُّها مجهولةُ القائلِ إلا أربعةً وعشرينَ بيتًا جاءَت منسوبةً إلَى الطائيِّ، أو إلَى رجلٍ من طيِّئ كما ذكرَ البدريُّ. ولو كانَ أصابَها كما زعَموا في دواوينِ الشُّعراءِ، لأثبتَ النِّسبةَ إليهم كما هو دأبُه في سائرِ الأبياتِ التي يعرِف قائليها. ولو كانَ وقعَ عليها في كتبِ اللغويِّين، أو الأدباءِ، أو النُّحاةِ، لعزَا ذلكَ إليهم، ولو في بعضِها. ومن شأنِه أن يفعلَ ذلكَ في ما تفرَّدَ به صاحبُه، أو في ما قلَّ عندَ غيرِه، كقولِه: (وأنشدَ أبو علي في التذكرة)، و (أنشد أبو الحسن).
وأما الأبيات التي نسبَها إلى الطائيِّ، أو إلَى رجلٍ من طيِّئ، فإنَّما عنَى بذلك نفسَه، فهو طائيُّ النسَبِ كما هو معلومٌ. وهذا يدُلُّك أيضًا علَى أنَّه لم يكن كذَّابًا كما زعمَ البدريُّ، لأنَّه لو كان كذلك، لفرَّق هذه الأبياتَ على الشُّعراءِ، ولكانَ لسائرِ القبائلِ حظٌّ منها، فكنَّا نجِده ينسُبُ بعضَها إلى هذيل، وتميم، وأسد، وغيرِهم. وفي هذا رواجُ أمرِه، وخفاءُ حيلتِه. وهو أيضًا دَليلٌ علَى أنَّه هو واضِع هذه الأبياتِ، لأنَّ في قبائلِ العربِ شعراءَ كثيرينَ، فلِمَ لا نجِد بعضَ هذه الأبياتِ منسوبًا إليهِم كما نُسِب إلى طيِّئ؟
وإذن فهذا الأمر يفضي بكَ إلى حقيقتينِ، الأولَى أنَّ ابنَ مالكٍ ليس بكذَّابٍ، وإن كانَ ملتبِسًا بخَصلةٍ أخرى سأبيِّنُها إن شاءَ الله، والثانية أنَّه هو واضِع هذه الأبياتِ. وهما أمرانِ لا تناقضَ بينَهما عندَ مَن يزِن الأمورَ بميزانِ العَدل، والإنصافِ، ويتجرَّد من نوازعِه، وأهواءِ نفسِه.

يُتبَع

ـ[ابن المهلهل]ــــــــ[25 - 07 - 2011, 01:52 ص]ـ
أكمل، بوركت

ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[25 - 07 - 2011, 06:10 م]ـ
(4)

فهذه الحججُ التي تتعلَّق بروايةِ الأبياتِ، وسبيلِ تأدِّيها. وقد بسطناها بالقدرِ الذي يقطعُ عذرَ المخالفِ إن شاءَ الله.
وقد بقِي النظَر في الأبياتِ نفسِها، وما فيها من دلائلِ الوضعِ، وأمارَاتِ الصَّنعةِ. وهذا بابٌ واسِعُ المضطَرَب، متجافي الأطرافِ. وسنذكرُ منه نُتَفًا تغنيكَ عن شمولِ الإحاطةِ، وتمامِ الاستقراءِ، لأنَّا لم نجعلْ هذا الكلامَ بحثًا عِلميًّا فنلتزِمَ فيهِ طرائقَ البحثِ، وشروطَه، وإنما آثرنا أن يكونَ كالمقالِ الأدبيِّ ليكونَ أعلقَ بالقلبِ، وآنَقَ في السَّمْع.
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 1201
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست