responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 119
قيل ذلك أيضًا عن أبي حنيفة، ولم يضره،

هناك للأسف قومٌ نصبوا أنفسهم للدفاع عن غيرهم، والمشكلة أنَّهم غير منصفين ولا موضوعيين، يخطِّئون الرواية ويجتهدون في ردِّها إذا كانت تمس من يحبون حتى لو كانت مروية عن الثقات، ويستشهدون بالروايات التي تقدح فيمن لا يحبون حتى لو كان مصدرها كتب الأساطير ..
ترى لو كانت هذه الرواية منقولةً عن عمرو بن عبيد، أو واصل بن عطاء، أو غيرهم ممن لا ترتضي - ولا أنا أيضًا أرتضي- مذهبهم هل كنت ستجهد نفسك في دحض هذه الرواية؟!!
لنكن موضوعيين في أحكامنا، ولا نخلط العلم بالعاطفة، ولنعلم أنَّ من الصحابة من زنى، ومنهم من سرق، ومنهم من شرب الخمر، وهذه زلات في الدين، أفتستكثر على الإمام مالك أن يلحن؟!!!
حياكم الله أستاذي الكريم تعليقا على كلامكم أقول:
أولا: نحن لا نقدس أحدا مهما كان،وإنما التقديس عندنا لكتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم،ولكن هذا لن يمنعنا من الدفاع عن أناس نرى أنهم ظلموا ونسبت إليهم حكايات تنقص من قدرهم شاء من شاء وأبى من أبى، خصوصا أنه لا يعقل أن يصل هؤلاء الأئمة إلى هذا الحد من ضحالة العلم الذي لو وصف به أحدنا لما رضي به ((فما لكم كيف تحكمون.))
ثانيا: تسألني ما الضير في أن يقال إنَّ مالكًا يلحن؟!!
فأقول لك كيف تريد ممن لم يضبط لسانه أن يفهم القرآن والسنة.
كيف يستطيع من لم يقم لسانه أن يستنبط أحكام الشريعة.
كيف يمكن أن نثق بأقوال من هذه حاله وهذا مستواه، يلحن لحنا لا يقع فيه طالب علم صغير في زماننا، ثم يصبح إماما لنا سبحانك هذا بهتان عظيم.
الضير أن هذه الحكاية تنقص من قدر إمام كبير شهد له القاصي والداني بالعلم والفقه،فهل علمت الآن الضير أستاذي الكريم.
ثم اعلم أن لاستنباط أحكام الشريعة رُكْنَين:
أحدهما: علم لسان العرب.
وثانيهما: علم أسرار الشريعة ومقاصدها.
قال الشاطبي رحمه في الموافقات: (وبيان تعين هذا العلم ما تقدم في كتاب المقاصد من أن الشريعة عربية، وإذا كانت عربية؛ فلا يفهمها حق الفهم إلا من فهم اللغة العربية حق الفهم؛ لأنهما سيان في النمط ما عدا وجوه الإعجاز، فإذا فرضنا مبتدئًا في فهم العربية فهو مبتدئ في فهم الشريعة، أو متوسطا؛ فهو متوسط في فهم الشريعة والمتوسط لم يبلغ درجة النهاية، فإن انتهى إلى درجة الغاية في العربية كان كذلك في الشريعة؛ فكان فهمه فيها حجة كما كان فهم الصحابة وغيرهم من الفصحاء الذين فهموا القرآن حجة، فمن لم يبلغ شأوهم؛ فقد نقصه من فهم الشريعة بمقدار التقصير عنهم، وكل من قصر فهمه لم يعد حجة، ولا كان قوله فيها مقبولًا.
فلا بد من أن يبلغ في العربية مبلغ الأئمة فيها؛ كالخليل، وسيبويه، والأخفش، والجرمي، والمازني ومن سواهم، وقد قال الجرمي: "أنا منذ ثلاثين سنة أفتي الناس [في الفقه] من كتاب سيبويه".) فتأمل هذا الكلام جيدا وقارنه بما جاء في هذه الحكاية المكذوبة يتضح لك الأمر إن شاء الله.
وأسألك هل من يلحن مثل هذا اللحن الفاحش يمكن أن يكون فهمه في الشريعة حجة كما كان فهم الصحابة وغيرهم من الفصحاء حجة؟
فإن قلت نعم فقد خالفت ما عليه إجماع الأصوليين،وإن قلت لا قلنا لك فكيف أصبح فهم الإمام مالك في الشريعة حجة حتى صارت أقواله مذهبا يتعبد به الملايين من البشر في مشارق الارض ومغاربها، وأخذ بأقواله أئمة كبار مشهود لهم بالتمكن من اللغة أذكر منهم على سبيل المثال ابن العربي المعافري اللغوي الفقيه الشهير رحم الله الجميع.فهل من يلحن مثل هذا اللحن الفظيع يصلح أن يكون إمام لهؤلاء الأئمة الكبار.
واعلم أخي الكريم أنه ما من شك عندنا أن هذا الإمام ما بلغ تلك المكانة إلا لأنه بلغ مبلغا عظيما في العربية،ولتعلم تمكن هذا الامام من العربية إليك هذا الخبر من كتاب إنباه الرواة على أنباه النحاة لجمال الدين قفطى قال فيه (:يروى أن مالك بن أنس إمام دار الهجرة رضى الله عنه اختلف إلى عبد الرحمن بن هرمز عدّة سنين فى علم لم يبثه فى الناس، فمنهم من قال: تردّد إليه لطلب النحو واللغة قبل إظهارهما، وقيل كان ذلك من علم أصول الدين، وما يردّ به مقالة أهل الزيغ والضلالة. والله أعلم.
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست