responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 1034
ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[18 - 05 - 2012, 02:36 ص]ـ
شكرَ الله لك يا أبا حيَّان، وبارك فيك.
ذكرتَ –أيَّدك الله- أنَّ محقِّق الكِتابِ هو مَن هو عِلمًا، وخلقًا، وعِفَّةً، وأطنبتَ في تقريظِه، والثناءِ عليه.
وليسَ يخفى عليك أنَّ فضلَ الرجُلِ لا يُحيلُ إساءَته إن أساءَ إحسانًا، ولا يصيِّر خطأه صوابًا، وليس في حُكم العقلِ، ولا في شريعةِ الإنصافِ أن يكونَ ذلك سبيلاً إلَى معاملةِ فعلِه بغيرِ ما يعامَلُ به فِعلُ غيرِه، ولا أن يقضَى له قضاءًا يمَيَّز به عن مَّن هو دونَه في الفَضلِ، والشَّرَف. فهذا لا جرمَ من الجورِ المبينِ، ومن الانسياقِ للرأيِ، والهوَى.
وإذا كانَ هذا صحيحًا متَّفقًا عليه –وأظنّه كذلك-، لم يكن لمدحِك له معنًى، ولا فائِدةٌ، إذْ كانَ عملُه هو الحكمَ بيننَا، وبينَه. وحسبُك به.
وقد قرأتُ هذا الكتاب الذي حقَّقَه، وأنعمتُ النظَر فيه مرَّة بعد مرَّةٍ، ولم أصفه بأنه (تحقيق غير علميٍّ) إلا بعد التوكُّد، والاستيثاقِ من ذلك.
وذلك أنَّ أخطاء التحقيق عامَّةً على ضربين:
الأوّل: أخطاءٌ تقع بعد التسلُّح بالعِلْم الذي لا يستغني عنه التحقيقُ، وبعدَ استفراغِ الوسعِ في قراءةِ النصِّ قراءةَ فهمٍ، وتأمُّلٍ، والاستعانةِ بالمصادرِ. وذلك كالأخطاءِ الطباعية القليلة، وكالأوهام التي لا يسلَم منها بشرٌ، وكالأخطاءِ العلميَّة الدقيقةِ، والخفيَّة التي تكون بعد الاجتهادِ، والبحث، والنظَر.
الثانِي: أخطاءٌ تقع عن جهلٍ من المحقِّق بالعلمِ الضروريِّ، أو العِلم الذي يحقِّق فيه الكتابَ، أو تقع عن استهانةٍ، وعجَلة، وتكاسُل عن مراجعةِ المصادرِ التي تعينُ على الفَهم السليم، والضبطِ الصحيحِ.
ومتَى كانت أخطاء المحقِّق من هذا الضربِ الأخيرِ، فإنَّ تحقيقَه لا يصِحّ أن يسمَّى تحقيقًا علميًّا، حتى وإن كانَ هو نفسُه من أهلِ العِلْم، والفَضِلِ، والصلاح، والدِّيانة. ولا يعنِي وصف التحقيقِ بأنه غير علميٍّ أن صاحبَه صنعَه يريدُ به الارتزاقَ، والاتِّجار. هذا غيرُ مرادٍ البتةَ.
وكثيرٌ من أخطاء المحقِّق التي عرضناها هي من هذا الضربِ. وسأذكر أمثِلة لذلك:
-ضبطه كاف خطاب المؤنثة بالفتح، وخطاب المذكر بالكسر في مواضع عِدَّةٍ، نحو (فإني شريت الحلم بعدكَ بالجهلِ)، و (أفنان رأسكِ كالثَّغام المخلس).
-ضبط (مذحِج) هكذا (مِذحَج). وهذا تفريطٌ، واستعجالٌ، إذ لو رجع إلى أصغر معجَم، لاهتدى إلى الصواب. ومن تعجُّله أيضًا ما تراه في النقدة ذات الرقم (61)، و (67)، و (75).
-ضبط هذا الشطر كذا (على حشَفٍ كالشِّنِّ ...). وهذا استعجال، وتكاسل عن مراجعةِ الأصول، إذْ لو رجعَ إلى شروح المعلقات، أو المعاجم، وهي أكثر من أن تحصَى، لعرفَ الصواب.
-قول المؤلف: (وقد عرفتَ أن الأمورَ العارضةَ لا يُعتَدّ بها في العربية بدليل صحّة "رُؤْيَا"، و"ضَوْء"، و"شَيء"). هكذا كتبَ الكلمات الثلاث الأخيرة. وهو دليل على عدم فهم للمسألة. ويُراجع ما ذكرتُ.
-ضبطَ هذا البيتَ هكذا (... له فُرجة كحلِّ العِقالْ)، فضمَّ الفاء. والمعروف الشائع الفَتحُ كما ذكرتُ. وسكَّن اللام من (العِقالْ). وهذا لا يصِحّ. وهو دليلٌ على جهله بالعروض، لأن القصرَ لا يدخل ضربَ الخفيف. وهبْه كان يَجهل هذا، أفليست اللام مكسورةً في جميع المصادر التي ذكرها في الحاشية، ككتاب سيبويه، وغيرِه. ولا تقل: إن هذا خطأ طباعيّ. فالبيت قد وردَ مرتين في الكتاب مضبوطًا بهذا الضبط. كما جعلَه المحقق في فهرس الأشعار مع اللامِ الساكنة. ونظيرُ هذا ضبط (يا جعفرُ يا جعفرُ يا جعفرُ) مع أن العروض، والمراجع التي أحالَ إليها هي بخلاف ذلك، راجع النَّقْدة ذات الرقم (3). ومثله رقم (26)، و (58)، و (69).
-من ما يدُلّ على جهلِه ببعض مسائل النحوِ التي يُحوِج إليها التحقيق ما ذكرته في النقدة ذات الرقم (38). وليس هذا خطآ طباعيًّا، لأنه كرَّره مراتٍ عِدَّةً! وانظر أيضًا رقم (37)، و (53).
-ضبطُه (حُجْرًا) والدَ امرئ القيس هكذا (حَجَرًا). وهذا ضَبط على ما يسبِق إلى الذهنِ. ولو رجع إلى معجمات اللغة، أو غيرها، لتبيَّن الصوابَ. وانظر أيضًا رقم (60)، و (67).
-وقوع تصحيفات ليست بالغامضة العسِرة لو أنه تأنَّى في قراءتها، كذات الرقم (52)، و (54)، و (76).
-الجهلُ ببعض المسائلِ الصرفيةِ الواضحةِ، كما ترى في الرقم (77).
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 1034
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست