responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 1018
قوله تعالى: {له مقاليد السماوات والأرض} جاء مثله في قي سورة الزمر في قوله تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62) لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} (63)
(له) جار ومجرور، وفي تعلقه وجهان:
الأول: أن يكون متعلقا بمحذوف وجوبا وهو في محل رفع على أنه خبر مقدم، وتقدير المحذوف
ــــ إما اسم مفرد (= كائن، مستقر)
ــــ وإما فعل (= استقر، ثبت، كان).
وإنما قدم لإفادة الاختصاص، أي هي ملكه لا ملك غيره.

و (مقاليد) ــ على هذا الوجه ــ مرفوع بالضمة الظاهرة على أنه مبتدأ مؤخر، وهو مضاف و (السماوات) مضاف إليه ما قبله، مجرور بالكسرة الظاهرة على آخره (والأرض) معطوف على مخفوض فهو مخفوض بالتبعية له.
وجملة (له مقاليد السماوات والأرض) اسميَّة تحتمل أن تكون صغرى على التقدير الأول وأن تكون كبرى على التقدير الثاني، ويجوز فيها:
1ـــ أن تكون في محل رفع على أنها:
ـــــ خبر ثامن أو تاسع لـ"ذلكم" من قوله: {ذلكم الله ربي} كما سبقت الإشارة إليه.
ـــــ خبر رابع لـ"فاطر" إذا قلنا بأنه مبتدأ كما تقدم
ــــ خبر خامس لـ" هو" من قوله: {وهو على كل شيء قدير} على ما اختاره ابن عاشور.
2 ــ أن تكون لا محل لها من الإعراب لأنها مستأنفة.
الثاني: أن يكون متعلقا بفعل محذوف يقدر من الأفعال الدالة على الوجود المطلق، من مثل "استقر" أو " حصل" أو "ثبت" وهي خمسة أفعال معروفة، ذكرتها فيما سبق، وهو في محل رفع على أنه:
ــــ خبر ثامن أو تاسع لـ"ذلكم"
ــــ خبر رابع لـ" فاطر" على أنه مبتدأ.
ـــ خبر خامس لـ"هو" من قوله: {وهو على كل شيء قدير}
و (مقاليد) ــ على هذا الوجه ــ فاعل بالمجرور، وهو ما جوَّزَه الكوفيون والأخفشُ من البصريين بشرطِ أن يكون المجرور معتمدا على نفيِ أو على استفهامٍ، أو على مبتدأ، أو على صاحب حال، أو على منعوت، أو على موصول، وفي ذلك يقول ابن المجراد السلاوي في لاميته في إعراب الجمل وشبه الجمل:
إذا نفي المجرور يرفع فاعلا = = كذا مع الاستفهام فاحفظه تفضلا
كذا الحكم في هذي المواضع كلها = = والأخفش والكوفي في ذاك أسجلا
ويعني بالمواضع الأربعة: الخبر والحال والصفة والصلة.
و (مقاليد) جمع تكسير، اختلف في مفرده على أقوال:
ــ أن مفرده: مِقْلاد.
ــ مِقليد
ــ إقليد على غير قياس.
ــ لا واحد له من لفظه، كأساطير.
قال السمين في "الدر المصون": [وهي المفاتيح والكلمةُ فارسيةٌ مُعَرَّبَةٌ.
وفي هذا الكلامِ استعارةٌ بديعة نحو قولك: بيدِ فلانٍ مِفْتاحُ هذا الأمرِ، وليس ثَمَّ مِفْتاح، وإنما هو عبارةٌ عن شِدَّةِ تمكُّنِهِ من ذلك الشيءِ].
والاستعارة التي أشار إليها السمين هي الاستعارة بالكناية (= المكنية) وطريق تقريرها أن يقال: "شبهت الخيرات بالكنوز، وأثبت لها ما هو من مرادفات المشبه به، وهو المفاتيح، والمعنى: أنه وحده المتصرف بما ينفع الناس من الخيرات. وأما ما يتراءى من تصرف بعض الناس في الخيرات الأرضية بالإعطاء والحرمان والتقتير والتبذير فلا اعتداد به لقلة جدواه بالنسبة لتصرف الله تعالى " قاله ابن عاشور

قوله تعالى: {يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر} جاء مثله في كل من سور الرعد /الإسراء /الروم /سبأ /الزمر.
(يبسط) فعل مضارع مرفوع لتجرده عن النواصب والجوازم، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. وفاعله ضمير مستتر جوازا، تقديره: "هو" وفيما يعود عليه الأوجه نفسها التي سنذكرها في الجملة.
(الرزق) منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره، على أنه مفعول به.
(لمن) جار ومجرور متعلق بـ"يبسط " و "من" اسم موصول مبني على السكون.
(يشاء) مثل "يبسط". غيرَ أن فاعله ضمير مستتر عائد على ما عاد عليه الضمير في "يبسط". والجملة: لا محل لها لأنها صلة الموصول الاسمي. والرابط بين الصلة والموصول الضمير المحذوف لانتصابه بالفعل، والتقدير: " لمن يشاؤه "
وجملة (يبسط الرزق لمن يشاء) تحتمل:
ـــ أن تكون خبرا تاسعا أو عاشرا لـ"ذلكم".
ـــ أن تكون خبرا خامسا لـ"فاطر" إذا قلنا بأنه مبتدأ.
ـــ أو خبرا سادس عن الضمير (= هو) من قوله تعالى: {وهو على كل شيء قدير} على ما اختاره ابن عاشور.
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 1018
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست