responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 1005
ـــ فعلى أن "ما" اسم شرط، فالجملة في محل رفع على أنها خبر المبتدأ، والرابط بين المبتدأ والخبر هو الضمير في " فيه". وهذا على القول الراجح في خبر المبتدأ إذا كان اسم شرط. والقول الثاني: أن الخبر هو جملة الشرط والجواب معا، لأن الكلام لا يتم إلا بهما. والقول الثالث: أن الخبر هو الجواب فقط، لأن الفائدة به تمت. ورد القولان الثاني والثالث بأن توقف الفائدة على الجواب كان من حيث التعليق (= الشرطية) لا من حيث الخبرية.

ـــ وعلى أن "ما" اسم موصول، فالجملة لا محل لها لأنه صلة الموصول الاسميّ، والخبر هو جملة (فحكمه إلى الله) كما يأتي، والرابط بين الصلة والموصول هو الضمير في "فيه" كما قلت فيما إذا كانت الجملة خبرا.

{فحكمه} "الفاء " فيها وجهان:
ـــ إن جعلت "ما" اسمَ شرطٍ، فالفاء رابطة بين الشرط والجواب، وليست جواب الشرط، ويخطئ من يقول: هي جواب الشرط، يقول الزواوي في نظمه لـ" قواعد الإعراب ":
والفاء بعد الشرط قل للربط = = ولا تقل فيه جواب الشرط.

ـــ وإن جعلت "ما" اسمَ موصولٍ، فالفاء زائدة داخلة على الخبر لتأكيد ربط الخبر بالمبتدأ.
والقاعدة أن هذه الفاء يجوز أن تدخل على الخبر، إذا كان في المبتدأ شَبَهٌ بالشرط في العموم، وفي هذا قال شعبان الآثاري الموصلي المصري (765 ــ 828هـ) في ألفيته:

وَتَدْخُلُ الْفَاءُ جَوَازًا فِي خَبَرْ = = لاِسْمٍ بِمَعْنَى الشَّرْطِ مِثْلَ مَا ظَهَرْ
وَحَذْفُهَا يَجُوزُ إِلَّا أَنْ تَلِي = = "لَكِنَّ" أَوْ "إِنَّ" وَ "أنّ" َ فَاجْتَلِي

تقول: " الذي يأتيني فله درهم " ومنه قول الشاعر:
كلُّ أَمْرٍ مُبَاعِدٍ أوْ مُدَانِي = = فَمَنُوطٌ بِحِكْمَةِ الْمُتَعَالِي
وقوله تعالى {وما بكم من نعمة فمن الله}
قال في المغني: [تنبيه
كما تربط الفاء الجواب بشرطه كذلك تربط شبه الجواب بشبه الشرط وذلك في نحو " الذي يأتيني فله درهم" وبدخولها فهم ما أراده المتكلم من ترتب لزوم الدرهم على الإتيان ولو لم تدخل احتمل ذلك وغيره.
وهذه الفاء بمنزلة لام التوطئة في نحو {لئن أخرجوا لا يخرجون معهم} في إيذانها بما أراده المتكلم من معنى القسم وقد قرئ بالإثبات والحذف قوله تعالى {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم}] اهـ

(حكمُه) مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره، ولم ينون لأنه مضاف، و"الهاء " ضمير مفرد مذكر غائب، يعود على الله تعالى، في محل جر على أنه مضاف إليه.
{إلى اللهِ} "إلى" حرف جر، ومعناه الانتهاء، قال في "التحرير": [وهو انتهاء مجازي تمثيليٌّ، مَثَّلَ تأخيرَ الحكمِ إلى حلول الوقت المعين له عند الله تعالى بسير السائر إلى أحد ينزل عنده] اهـ

و" الله" مجرور بكسرة ظاهرة، وهو متعلق بمحذوف وجوبا، في محل رفع على أنه خبر المبتدأ، والتقدير: "فحكمه صائر راجع إلى الله" كما قال تعالى في آية أخرى من آخر هذه السورة: {ألا إلى الله تصير الأمور}.

وجملة {فحكمه إلى الله} اسمية، وتحتمل وجهين:
ـــ فإذا جعلت "ما" اسم شرط، فهي في محل جزم على أنه جواب لشرط جازم، وقد اقترنت بالفاء الرابطة بين الشرط والجواب. وفي ذلك يقول ابن المجراد السلاوي المغربي:
وإنْ وَرَدَتْ أَيْضًا لِشَرْطٍ جَوَابَهُ = = وَجَاءَ "إِذَا" مَعْهَا أوِ "الْفَاءُ" تُجْتَلَى
فَمَوْضِعُهَا جَزْمٌ كـ" إنْ جَاءَ خالدٌ = = إذا عمرٌو آتٍ أو فَعَمْرٌو قَدْ أقْبَلَا"

ـــ وإن جعلت "ما" اسم موصول، فهي في محل رفع على أنها خبر المبتدأ، والرابط بين المبتدأ والخبر هو الضمير المضاف إليه في " فحكمه".

والجملة الشرطية أي المركبة من الشرط والجواب معا (= ما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله) ــ كما أشرت إليه في مطلع هذه القطعة ـــ إما:
1ـ أن تكون من تتمة ما قبلها، فتكون معطوفة بالواو على الجمل قبلها، والمعنى: فالله هو الولي، وهو المحيي الموتى، وهو القدير على كل شيء، وهو الحاكم فيما اختلفتم فيه من شيء.
2ـ وأن تكون ابتداءَ كلامٍ آخرَ مستقلةً عما قبلها متعلقةً بما بعدها الذي هو حكاية لقول الرسول صلى الله عليه وسلم، فتكون في محل نصب على أنها محكية بقول محذوف (= مقول قول محذوف) والتقدير: وقل لهم يا محمد: " ما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ".

¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 1005
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست