والزهد والعلم والإنصاف -رحمه الله -تبارك وتعالى- وهو أحد خلفاء بني أمية التي قامت دولتهم بقيام الخليفة أيضًا الراشد العادل معاوية بن أبي سفيان -رضي الله تعالى عنه- وهو صاحب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ومعاوية من الصحب الكرام يجب علينا أن نثني عليه.
وإن كان عمر بن عبد العزيز عادلًا إلا أنه لا يصل مبلغ معاوية -رضي الله عنه- لأنه لا يصل أحد من هذه الأمة مبلغ صحابة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وأنا أقول هذا حتى لا يفهم إنسان حينما نشيد بعمر بن عبد العزيز -رضي الله تعالى عنه- أننا لا نذكر هذا في خلفاء بني أمية الآخرين، وعلى رأسهم مؤسس هذه الدولة الخليفة معاوية بن أبي سفيان -رضي الله تعالى عنه- وهو صحابي جليل من صحابة النبي الكريم -صلى الله عليه وآله وسلم- ولعلنا بعد هذا نكون قد أخذنا فقها من سيرة هذا الخليفة الزاهد الراشد -رحمه الله -تبارك وتعالى- فندعو علماءنا وحكامنا إلى التبحر في العلم، وإلى العدل والإنصاف، وإلى طلب الحق وأن يحكموا بين الناس بالقسط.
وعلى كل عبد أن يتذكر دائما الوقوف بين يدي الله -عز وجل- لتستقيم أعماله بذلك، وهذا كان عمل هذا الخليفة الراشد الزاهد -رحمه الله -تبارك وتعالى- حتى عد مجددًا للمائة الأولى في الإسلام، وأكتفي بهذا القدر.
وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
2 - ترجمة الإمام أحمد -رحمه الله تعالى
سيرة الإمام أحمد الذاتية
الحمد لله الكبير المتعال، والصلاة والسلام على خير الأنام، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، وبعد:
قال الإمام الحافظ الذهبي -رحمه الله تبارك وتعالى- في ترجمة الإمام أحمد بن حنبل: هو الإمام حقًّا، وشيخ الإسلام صدقًا، أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس، وكان محمد والد أبي عبد الله من "أجناد مرو" مات شابًا له نحو من ثلاثين سنة، ورُبِي أحمد يتيمًا، وقيل: إن أمه تحولت من "مرو" وهي حامل به.