responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصول الدعوة وطرقها 4 نویسنده : جامعة المدينة العالمية    جلد : 1  صفحه : 198
والله إن كتاب الله -تبارك وتعالى- بما جاء فيه من تشريعات ربانية وأحكام إلهية تشمل ما يحتاج الناس إليه في كل عصر ومصر، وتصلح حياتهم، لو تمسك الناس به وقاموا بما جاءهم به لوجدوا فيه الخير الكثير، ولأيقنوا أن القرآن حقًّا معجزة خالدة باقية؛ لأنه يلبي احتياجات كل عصر بما فيه من تشريعات أتت من عند الحكيم الخبير -سبحانه وتعالى.
ولهذا أقول وأكرر بأن القرآن الكريم هو المعجزة الكبيرة العظيمة للنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ولهذا تحدى الله العرب بالقرآن الكريم؛ فقال لهم ربنا -سبحانه وتعالى- في كتابه: {وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} (البقرة: 23، 24).
وهذه الآية أيضًا دليل على أن القرآن الكريم كتاب معجز، ذلك أن الله -عز وجل- تحدى العرب، وهم أرباب الفصاحة والبلاغة والبيان، والقرآن الكريم من جنس الكلام الذي يتكلمون به أن يأتوا بمثل هذا القرآن، والتحدي قائم إلى يوم القيامة، ومع ذلك ما استطاع أحد من البشر، بل من الإنس أو الجن أن يأتي بشيء، حتى ولو كان من مثل كتاب الله -تبارك وتعالى- لأن الله قال لهم في الآية السابقة: {وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ} (البقرة: 23) فهم لم يستطيعوا ولن يستطيعوا أن يأتوا إذًا بشيء حتى يقارب كتاب الله -تبارك وتعالى- أو يشبه كتاب الله -جل ذكره- والله -عز وجل- قد كرر التحدي مرات ومرات؛ فما استطاعوا وما فعلوا ولن يفعلوا، كما قال لهم أيضًا سبحانه: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (هود: 13، 14).

نام کتاب : أصول الدعوة وطرقها 4 نویسنده : جامعة المدينة العالمية    جلد : 1  صفحه : 198
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست