responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصول الدعوة وطرقها 4 نویسنده : جامعة المدينة العالمية    جلد : 1  صفحه : 170
ولأن أداء الحج واجب على الفور في حق من استطاع السبيل إليه، وهذا لظاهر قول الله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} ولقول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في خطبته: ((أيها الناس إن الله فرض عليكم الحج فحجوا)) ويسن الإكثار من الحج والعمرة تطوعًا لما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)).
أنتقل بعد ذلك إلى النقطة التالية في هذا العنصر، وهي نقطة ب- بعنوان: ماذا يجب على من يريد الحج، أو العمرة؟
طالما أنني أتحدث عن الحج، وقد سبق أن تحدثت عن أركان الإسلام، وهذا العنصر به وبنهايته تنتهي جميع أركان الإسلام، فأود أن أذكر كلمة في نهاية هذه الأركان تصلح للحج، وتصلح أيضًا لغير الحج، وهي ربما تكون لازمة للحج أكثر من غيره في بعض المواطن على اعتبار أن الحج لا يقوم به الإنسان، أو لا يجب عليه إلا مرة واحدة في العمر، فعلى الإنسان أن يتنبه لما سأذكره الآن، وما سأذكره يحتاج إلى كل عبادة يقف فيه العبد بين يدي ربه وموالاه:
أول أمر مما يجب على من يريد الحج، أو العمرة أن يخلص العمل لله -تبارك وتعالى- يجب على المسلم أن يعلم أن إخلاص العمل لله، ومتابعة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- هما أساس قبول أي عمل، ولذا يجب عليه أن يجعل العبد رحلة الحج، أو العمرة، أو عبادة -كما ذكرت- خالصة لوجه الله -تبارك وتعالى- لا يريد بذلك رياء، ولا سمعة، ولا لقبًا بين الناس؛ لأن ذلك محبط للأعمال الصالحة، يقول الحق -تبارك وتعالى مبينًا ما أمر به أهل الإيمان-: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} (البينة: 5) وعدم الإخلاص لله -عز وجل- في العبادة يجعل العبادة معرضة للبطلان، والعياذ بالله -تبارك وتعالى- لأن عدم الإخلاص يوقع العبد في الرياء، وفي الشرك، والله -تبارك وتعالى- يقول: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} (الزمر: 65 - 66).
وروى الشيخان عن عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)).
أيضًا مما يجب على من يريد الحج لله -تبارك وتعالى- أن يبادر إلى التوبة النصوح، حيث يجب على المسلم أن يبادر إلى التوبة النصوح في كل وقت وفي كل حين، وإذا أراد الحج يكون ذلك أيضًا ألزم له؛ لأنه لا يدري هل يمد الله تعالى في عمره بعد

نام کتاب : أصول الدعوة وطرقها 4 نویسنده : جامعة المدينة العالمية    جلد : 1  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست