نام کتاب : الإنسان بين الدينونة لله والدينونة لغيره نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 317
الكون ولادلته على وحدانية الخالق
قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (95) فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (96)} [الأنعام:95، 96]
إنها المعجزة التي لا يدري سرها أحد فضلا على أن يملك صنعها أحد! [1] معجزة الحياة نشأة وحركة .. وفي كل لحظة تنفلق الحبة الساكنة عن نبتة نامية، وتنفلق النواة الهامدة عن شجرة صاعدة. والحياة الكامنة في الحبة والنواة، النامية في النبتة والشجرة، سر مكنون، لا يعلم حقيقته إلا اللّه ولا يعلم مصدره إلا اللّه .. وتقف البشرية بعد كل ما رأت من ظواهر الحياة وأشكالها، وبعد كل ما درست من خصائصها وأطوارها ..
تقف أمام السر المغيب كما وقف الإنسان الأول، تدرك الوظيفة والمظهر، وتجهل المصدر والجوهر، والحياة ماضية في طريقها. والمعجزة تقع في كل لحظة!!! ومنذ البدء أخرج اللّه الحي من الميت. فقد كان هذا الكون - أو على الأقل كانت هذه الأرض - ولم يكن هناك حياة .. ثم كانت الحياة .. أخرجها اللّه من الموات .. كيف؟ لا ندري! وهي منذ ذلك الحين تخرج من الميت فتتحول الذرات الميتة في كل لحظة - عن طريق الأحياء - إلى مواد عضوية حية تدخل في كيان الأجسام الحية وتتحول - وأصلها ذرات ميتة - إلى خلايا حية .. والعكس كذلك .. ففي كل لحظة تتحول خلايا حية إلى ذرات ميتة إلى أن يتحول الكائن الحي كله ذات يوم إلى ذرات ميتة! «يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ، وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ» .. ولا يقدر إلا اللّه أن يصنع ذلك .. لا يقدر إلا اللّه أن ينشىء الحياة منذ البدء من الموات. ولا يقدر إلا اللّه أن يجهز الكائن الحي بالقدرة على إحالة الذرات الميتة إلى خلايا حية. ولا يقدر إلا اللّه على تحويل الخلايا الحية مرة أخرى إلى ذرات ميتة [1] - يطنطن الماديون بأنه أمكن تحضير بعض المواد التي لم يكن يمكن تحضيرها إلا في تفاعلات كائن حي .. والفرق بين المادة العضوية والمادة الحية كبير .. كما أن هذه المادة المحضرة إنما صنعت من مواد مخلوقة ولم يخلقها البشر، ولا يستطيعون!
نام کتاب : الإنسان بين الدينونة لله والدينونة لغيره نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 317