responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاعتصام بالإسلام نویسنده : العرباوي، عمر    جلد : 1  صفحه : 79
اذا أخلصت نيته لله ووحد النظام فإنه صعب المراس شديد الوطء لا ينام على ضيم، ولا يستكين للذل، بل يسعى جاهدا لينال الشهادة في سبيل الله، ولا يخشى العدو، بل يخاف الله على ما صدر منه من التقصير في حقه، طموح للمعالي شريف النفس محب للحرية يبذل في سبيلها كل ما يملك.
عزمت الشعوب الاسلامية على أن تجعل حدا لطغيان المعمر وسيطرته ونبذت الخضوع والخنوع، ورفضت كل رأي سقيم لا ينفع، أو فكر لا يفيد.
تقدمت الطليعة الواعية من الأمة الى ميادين الكفاح في خطة محكمة من النظام وأعلنتها ثورة داميه عارمة على الظلم والاستبداد والطغيان والجبروت، وها هي الهزات تجتاح أوطان المسلمين الواحدة تلو الأخرى، فما تكاد تهدأ في وطن إلا وتشغل في وطن آخر حتى تحرر المسلمون.
مضى المسلمون في هذه الثورة المباركة ينشدون تطهير بلادهم من الاستعمار النجس عن طريق الكفاح المسلح، وكانوا لا يملكون الحرية، ولا الوسائل التي تتكافأ مع حيويتهم غير أنهم استعملوا في هذه الحرب أساليب المقاومة المنظمة التي لا يستطيع العدو أن يقضي عليها، فأخذوا يحطمون معالم الاستعمار ومنشآته العمرانية التي شادها في هذه البلاد، وأساطين الاستعمار والغلاة منهم، وكل من التف حولهم من الخونة تحطيما تاما باذلين في ذلك الدماء الزكية والأرواح الطاهرة والمهج في سبيل تحرير بلادهم من الاستبداد والسيطرة، فكانوا كالعناصر الطبيعية ينفجرون في كل مكان، والآيات القرآنية التي كان يرتلها الخطباء عليهم تتنزل على قلوب المجاهدين بردا وسلاما، والاستشهاد كان يحدوهم في سبيل الله وشعارهم (الله أكبر).
تخلص معظم العالم الإسلامي من حكم الاستعمار، وقذف به وراء البحار. وجاءت ثورة الجزائر الكبرى، فكانت في زحفها الشديد تحرق وتخرب صروح الظلم، ولا تبالى بما أمامها من قوة وجند يعد بمآت الآلاف، ولا بالأسلحة العصرية المتطورة

نام کتاب : الاعتصام بالإسلام نویسنده : العرباوي، عمر    جلد : 1  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست