responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاعتصام بالإسلام نویسنده : العرباوي، عمر    جلد : 1  صفحه : 78
عظيم يقاسون منه جميع الويلات، فتكون منهم زعماء وطنيون قادرين على مجابهة الاستعمار ومنازلته في كل ميدان، فبدأوا يغرسون المبادئ الوطنية الصحيحة في نفوس الجماهير. فكان تعاون صادق مع جميع الهيئات والأحزاب الوطنية.
فبهذه الدعوة الربانية، والأحزاب السياسية التي كانت سببا في وحدة الأمة ويقظتها، وبهذا الإحساس والشعور بالمسؤولية أصبحت تتجاوب مع بعضها بعضا وتتقارب فيما بينها شيئا فشيئا حتى صارت تتألم بألم واحد، وتحس بشعور واحد، والاستعمار لا يخشى من أية قوة كانت إلا من قوة الدين هي التي وحدها تهدد وجوده في هذه الأوطان.
امتلأت نفوس المصلحين والشباب بشعور ديني فياض، وحماس متقد، فبعث فيهم الحمية والأنفة والغيرة على ما أصاب أمتهم من المهانة والمذلة فعزموا على بعثها من جديد لتتبوأ مكانتها اللائقة بها بين الأمم، وآلوا على أنفسهم أن ينقذوها مما تردت فيه، ولو طارت نفوسهم في سبيلها شعاعا، واعتمدوا في الوصول الى أهدافهم على العقيدة الاسلامية التي لا زالت تجيش بها هذه الشعوب، والمواهب الكامنة فيها.
عزم المسلمون على أخذ حقهم الطبيعي والشرعي مهما كان الثمن، فأخذوا يجدون في الروابط والتضامن، لأن الحياة ليست في السياسة وحدها، ولا في الكلام والحماس الخاليين من كل معنى، بل في التكاتف وربط العلائق فيما بين الأمة على أساس المحبة الخالصة والثقة المتبادلة ظهرت الروابط بين المسلمين في هذه النهضة سليمة لم تتأثر بملابسات الحوادث والزمن، كانت هذه الشعوب تدرك الهوة العميقة والمهالك الشديدة التي بينها وبين تحقيق أمالها، والعوارض التي تعترض سبيلها في الوصول الى أهدافها، فتسلحت بالصبر والشجاعة والثبات، وكانت شاعرة بالتضحية الجسيمة، والجهد الكبير الذى تبذله الا أنها واثقه من النصر الذى ستحرز عليه في نهاية المطاف.
ولما فشلت جميع المحاولات في التفاهم مع الاستعمار صممت الشعوب الاسلاميه على الجهاد في سبيل تحرير أوطانها، والمسلم

نام کتاب : الاعتصام بالإسلام نویسنده : العرباوي، عمر    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست