العمري رجلًا زاهدًا فاضلًا كان إذا قدم على هارون الرشيد يخاف منه أعظم من جيش مكون من مائة ألف ويقول: قولوا له فليبق في المدينة، فقد تركناه في المدينة يقول ما يشاء، ولا يأتي إلى هنا يفسد عليّ جندي، فإنني لا أستطيع أن أصبر عليه، فقال أقرباؤه: ونحن لا نستطيع أن نكلمه، ثم ذهب إلى طرسوس أو إلى غيرها ثم رجع واعتزل لعله في الربذة، فأرسل إليه الخليفة الوزراء وبعض من يختبره وقالوا له: الآن امتلأت الدنيا ظلمًا وجورًا وفسادًا فنحن نريد أن تخرج ونحن معك؟ فقال: لا والله لا أكون سببًا لسفك دماء المسلمين، قالوا: فهذه أموال تصرفها لمن تريد؟ قال: أنتم أبصر بها، وردها لهم فلما بلغ هارون الرشيد ما قال قال: أما الآن فليتكلم بما يريد.
فأقول: لا يتكلم الشخص على الكرسي أو ينازعهم عليه وقل ما شئت بعد ذلك، على أننا نرى العلم أفضل وأرفع بحمد الله من الملك والرياسة.
وأما إخواننا في عدن فننصحهم بالاستمرار على الدعوة إلى الله عز وجل، فالناس مستجيبون ومندفعون، وننصحهم بالإقبال على العلم والتعليم وألا يصطدموا مع الحكومة، وإننا نحمد الله سبحانه وتعالى ففي ليلة الحادث _ أي: حادث التلغيم _ في مسجد