نام کتاب : التدريب وأهميته في العمل الإسلامي نویسنده : الشريف، محمد بن موسى جلد : 1 صفحه : 159
الحاجة لمعرفته وإدراكه، ويظن المسكين أنه قد أحاط بكل شيء علماً.
وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو الموحى إليه المسدَّد المؤيَّد يراجَع في بعض الأمور والشؤون، فلا يجد غضاضة في ذلك، ولا يجد مَن يراجعه حرجاً من مراجعته تلك لأنه يعلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أفسح له الطريق بقوله: ((الدين النصيحة)). قلنا: لمن؟ قال: ((ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم)) [1].
فمثل هذا الكلام المشجْع قد فتح الباب على مصراعيه للمراجعة والنصيحة، فلم يؤثر عنه - صلى الله عليه وسلم - امتناع عن تقبل النصح أو ترفع عنه أو استنكاف له، ولم يشعر الصحابة رضي الله تعالى عنهم بهذا أبداً، فهذا الحُباب بن المنذر رضي الله عنه [2] يقول للنبي - صلى الله عليه وسلم -: يارسول الله، أهذا منزل أنزلكَه الله أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قال: ((بل هو الرأي والحرب والمكيدة)). فقال الحباب: يا [1] أخرجه الإمام البخاري في صحيحة: كتاب الإيمان: باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - ((الدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين)). [2] الحُباب بن المنذر بن الجموح الأنصاري الخرَرجي ثم السلميّ. شهد بدراً. وكان يقرض الشعر. توفي في خلافة عمر رضي الله عنهما وقد زاد على الخمسين. انظر ((الإصابة)): 1/ 302.
نام کتاب : التدريب وأهميته في العمل الإسلامي نویسنده : الشريف، محمد بن موسى جلد : 1 صفحه : 159