نام کتاب : المزدكية هي أصل الاشتراكية نویسنده : سلطاني، عبد اللطيف جلد : 1 صفحه : 218
الخطاب رضي الله عنه عندما جاء لتقبيل الحجر الأسود: (إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك) أخرجه البخاري ومسلم، وهذا من بورقيبة احتقار واستخفاف - كعادته - بالحجر الأسود، فظنه حجرا كسائر الأحجار التي كانت تعظم وتعبد في الجاهلية من دون الله.
إن الحجر الاسود وردت في فضله أحاديث متعددة الطرق والأسانيد يقوي بعضها بعضا وتثبت أنه من أحجار الجنة - لمن يؤمن بها - منها الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وابن عدي، والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما وهو: (الحجر الأسود من الجنة، وكان أشد بياضا من الثلج، حتى سودته خطايا أهل الشرك)، والحكمة في رؤيته أو تقبيله أو لمسه أنه يذكر بالجنة ويشوق إليها وإلى نعيمها وما فيها، لا أن ذلك عبادة له، كما هو أيضا من بقايا البيت الذي بناه إبراهيم إمام الموحدين، إذ لم يبق منه غيره، وأنبه إلى شيء فطري في الإنسان لا يستطيع نكرانه أحد، ذلك أنه لو فرضنا أن شخصا تغيب عن بلده مدة طويلة فاشتاق إلى رؤية أهله وأبناء عشيرته، فإنه إذا رآى - والحال هذه - إنسانا قدم من بلده فإن نفسه تحن إلى رؤية هذا الوافد من بلده كي يسأله عن أبناء العشيرة والأقارب، هذا مثل فقط، ذلك أن الحجر الأسود ورؤيته تذكر بالجنة وما فيها، فهو حقيقة يبعث في الإنسان حب الجنة، وهي لا تنال إلا بالأعمال الصالحة، فيكون ما ذكر سببا في الإكثار من الطاعات لله - لا للشيطان - وهو المطلوب من المسلم، والله يفضل بعض الأشياء على بعض، كتفضيل المساجد على غيرها من بقاع الأرض.
أما رجم الشيطان الذي ذكره الرئيس الجليل بورقيبة وحسبه من الشرك الذي أقر الرسول عليه أمته، ففهمه هذا دليل على خلو قلبه من الإيمان بما جاء به الرسول صل الله عليه وصلم، وهو شرع الله، - فلا شيطان الآن هناك حتى يرجم - والشيطان معنا في كل وقت ليفتننا، إن الرجم بحصيات الواحدة منها مثل الفولة - وهو المعروف برمي الجمار - يذكر المسلم بأن لا ينسى الشيطان ووساوسه ونزغاته، فإنه عدوه الذي حذره منه خالقه، فعليه أن يحتاط لنفسه منه، وأن يأخذ حذره منه ما استطاع.
هذه المعاني - وغيرها كثير - هي التي تمر بخاطر الحاج في تلك الأمكنة
نام کتاب : المزدكية هي أصل الاشتراكية نویسنده : سلطاني، عبد اللطيف جلد : 1 صفحه : 218