نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 537
تقدر منه على شيء، بخلاف الرجل فإنه قد يرغمها وهي كارهة فتحمل وتلد؛ فدلت الطبيعة والخلقة على أنه فاعل وأنها مفعول به ولذا أجمع العقلاء على نسبة الولد له لا لها. وتسوية المرأة بالرجل في ذلك مكابرة في المحسوس كما لا يخفى) [1].
وأما الدكتور مصطفي السباعي [2] -رحمه الله- فيقول: (وجعل الطلاق بيد الرجل وحده، وهو الطبيعي المنسجم مع واجباته المالية نحو الزوجة والبيت، فما دام هو الذي يدفع المهر ونفقات العرس والزوجية، كان من حقه أن ينهي الحياة الزوجية إذا رضي ويتحمل الخسارة المالية والمعنوية الناشئين في رغبته في الطلاق والرجل في الأعم الغالب أضبط أعصابًا، وأكثر تقديرا للنتائج في ساعات الغضب والثورة، وهو لا يقدم على الطلاق إلا عن يأس من إمكان سعادته الزوجية مع زوجته ومع علم ما يجره الطلاق من خسرة، وما يقتضيه الزواج الجيد من نفقات، فقل أن يقدم عليه إلا وهو على علم تام بالمسؤولية، وعلى يأس تام من استطاعته العيش مع زوجته، لذلك نجد أن إعطاء الرجل وحده حق الطلاق طبيعي ومنطقي ومنسجم) [3].
وهذا يدل على حكمة العلي الحكيم في تشريعاته الرشيدة، كما يدل على وسطية القرآن وحكمته ووضعه للناس على الصراط المستقيم، ومع هذا فقد راعي الشارع الحكيم أمورًا وظروفا قد تمر بالمرأة لا تستطيع أن تستمر في الحياة الزوجية فجعل من حقها أن تطلق الطلاق أو فسخ النكاح ويسمي هذا في أبواب الفقه: الخلع [4].
ويكون ذلك عن طريق القاضي، وحكمة ذلك: أن المرأة تحكمها العاطفة، والعاطفة إذا سيطرت على الأمور الخطيرة قد تضر ولا تنفع، والطلاق من أخطر الأمور، وقد لوحظ أن النساء اللواتي يملكن حق الطلاق لأنفسهم يسئن استخدام هذا الحق، ويطلقن أنفسهن لأتفه الأمور، ولو أننا جعلنا الطلاق بيد المرأة لكان ذلك ظلم [1] أضواء البيان (3/ 414 - 415). [2] هو مصطفى حسني السباعي من حمص ببلاد الشام، ولد عام 1917م، وتوفى عام 1964م، من كبار الإخوان المسلمين بسوريا ترك مؤلفات في الجانب الشرعي، ومن أشهرها السنة ومكانتها في التشريع. [3] المرأة بين الفقه والقانون (129 - 130). [4] الخلع: هو افتداء المرأة من زوجها الكارهة له بمال تدفعه إليه ليتخلى عنها.
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 537