نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 497
وعن أبي موسى -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته" ثم تلا: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) [هود: 102] [1].
وذكر العلماء أن أنواع الظلم ثلاثة هي:
1 - ظلم العبد لربه، وذلك يكون بالكفر به تعالى: قال سبحانه: (وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [البقرة: 254].
ويكون بالشرك في عبادته تعالى بأن يصرف بعض عباداته إلى غيره، قال سبحانه: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [لقمان: 13].
2 - ظلم العبد لغيره من عبادة الله ومخلوقاته، وذلك بأذيتهم في أعراضهم أو أبدانهم أو أموالهم بغير حق.
قال -صلى الله عليه وسلم-: "كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه".
3 - ظلم العبد نفسه، وذلك بتدسيتها وتلويثها بآثار أنواع الذنوب والجرائم والسيئات من معاصي الله ورسوله، قال تعالى: (وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [البقرة: 57].
فمرتكب الكبيرة نم الإثم والفواحش هو ظالم لنفسه إذ عرضها لما يؤثر فيها من الخبث والظلمة فتصبح به أهلا للعنة الله، والبعد منه.
ومن وسطية القرآن ترهيب الناس من ارتكاب الظلم بأنواعه، وبيان عاقبة الظلمة ومصيرهم الحتمي في الدنيا والآخرة، بضرب أمثلة للشعوب، والأمم والأفراد الذين انغمسوا في مستنقع الظلم الآسن، وكيف كان مآلهم ومرجعهم، وحث القرآن الكريم عبادة المؤمنين على ترك الظلم بأنواعه، والابتعاد عنه والرجوع والتوبة والإنابة إلى الله تعالى، بل حذر القرآن الكريم عباده المتقين من الدخول على الظلمة ومخالطتهم والركون إليهم. [1] صحيح البخاري، كتاب التفسير، باب: وكذلك أخذ ربك (5/ 255).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 497