نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 482
انحرفت إما إلى تهور وإقدام غير محمود، وإما إلى جبن وتأخر مذموم، وإذا انحرفت عن خلق المنافسة في المراتب العالية والغبطة، انحرفت إما إلى حسد، وإما إلى مهانة، وعجز وذل ورضا بالدون.
وإذا انحرفت عن القناعة انحرفت إما إلى حرص وكلب وإما إلى خسة ومهانة وإضاعة، وإذا انحرفت عن خلق الرحمة انحرفت إما إلى قسوة، وإما إلى ضعف قلب وجبن نفس، كمن لا يقدم على ذبح شاة، ولا إقامة حد، وتأديب ولد، ويزعم أن الرحمة تحمله على ذلك، وقد ذبح أرحم الخلق -صلى الله عليه وسلم- بيده في موضع واحد ثلاثا وستين بدنة، وقطع الأيدي من الرجال والنساء، وضرب الأعناق، وأقام الحدود ورجم بالحجارة حتى مات المرجوم، وكان أرحم خلق الله على الإطلاق وأرافهم.
وكذلك طلاقة الوجه والبشر المحمود، فإنه وسط بين التعبيس والتقطيب وتصغير الخد، وطي البشر عن البشر، وبين الاسترسال بذلك مع كل أحد، بحيث يذهب الهيبة، ويزيل الوقار، ويطمع في الجانب، كما أن الانحراف الأول يوقع الوحشة والبغضة، والنفرة في قلوب الخلق.
وصاحب الخلق الوسط: مهيب محبوب، عزيز جانبه، حبيب لقاؤه [1] وفي صفة نبينا -صلى الله عليه وسلم- " من رآه بديهة هابه، ومن خالطه عشرة أحبه" [2]. [1] تهذيب مدارج السالكين (2/ 661). [2] رواه الترمذي، كتاب المناقب، باب في صفة النبي -صلى الله عليه وسلم- (5/ 559)، رقم (3638).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 482