نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 477
وواجبه فيما يبذلونه له من الطاعة: أن يأخذ منهم ما سهل عليهم، وطوعت له به أنفسهم سماحة واختيارا ولا يحملهم على العنت والمشقة فيفسدهم.
وواجبه عند جهل الجاهلين عليه الإعراض عنهم، وعدم مقابلتهم بالمثل والانتقام منهم لنفسه، فقد قال الله تعالى لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) [الأعراف: 199].
قال مجاهد في معنى الآية: يعني خذ العفو من أخلاق الناس وأعمالهم من غير تخسيس، مثل قبول الأعذار، والعفو المساهلة، وترك الاستقصاء في البحث، والتفتيش عن حقائق بواطنهم [1].
قال ابن عباس في قوله: (وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ) [الأعراف: 199]، وهو كل معروف وأعرفه التوحيد، ثم حقوق العبودية وحقوق العبيد [2]. ثم قال تعالى: (وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) [الأعراف: 199]، يعني إذا سفه عليك الجاهل فلا تقابله بالسفه، كقوله تعالى: (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا) [الفرقان: 63].
وهكذا كان خلقه -صلى الله عليه وسلم-: قال أنس -رضي الله عنه-: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحسن الناس خلقا" [3].
وقال: "ما مست ديباجا ولا حريرا ألين من كف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا شممت رائحة قط أطيب من رائحة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولقد خدمت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشر سنين، فما قال لي قط: أف، ولا قال لشيء فعلته، لم فعلته؟ ولا لشيء لم أفعله: ألا فعلت كذا؟ " [4].
وأخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أن البر هو حسن الخلق"، عن النواس بن سمعان -رضي الله عنه- قال: "سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن البر والإثم؟ فقال: البر حسن الخلق والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه الناس" [5]. [1] تهذيب مدارج السالكين: (2/ 653). [2] المرجع السابق (2/ 655). [3] صحيح البخاري، كتاب الآداب، باب الكنية للصبي، (7/ 124) رقم (620.3). [4] صحيح البخاري، كتاب المناقب، باب صفة النبي -صلى الله عليه وسلم- (4/ 201 رقم 3561) ومسلم في (2330). [5] رواه الترمذي، كتاب الزهد، باب ما جاء في البر والإثم (4/ 515 رقم 2389).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 477