نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 456
كل عيب، بعيدين عن كل ذنب، كأنهم هم ملائكة أطهار، بل قدرت حقيقة الإنسان وطبيعته البشرية، المركبة من الروح والطين، فإذا كانت الروح تعلو به مرة، فإن الطين يهبط به تارة، وفضل المتقين على غيرهم إنما في التوبة والرجوع إلى الله عند ارتكاب الذنوب.
قال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [آل عمران: 135].
ومن واقعية الأخلاق القرآنية التي تدل على وسطيته: أنها راعت الظروف الاستثنائية كالحرب، فأباحت من أجلها ما لا يباح في ظروف السلم كهدم المباني، وتحريف الأشجار ونحوها (1).
ومن وسطية القرآن في الجانب الأخلاقي جعل المولى -عز وجل- أمهات الأخلاق والفضائل واضحة في أذهان المسلمين، أمهات الفضائل التي أمر الشارع بها، وحث عليها معروفة غير منكورة، وأمهات الرذائل التي حذر الشرع منها، ونهى عنها، معلومة غير مجهولة.
فلا يجهل مسلم أن الله يأمر بالعدل والإحسان بالوالدين، وبذى القرى واليتامى، والمساكين، والجار ذي القربى، والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل. ولا يجهل مسلم أن الإسلام يبارك فضائل الصدق والأمانة، والوفاء، والصبر، والعفاف، والحياء، والسخاء، والشجاعة، والحلم، والإيثار، والتعاون على البر والتقوى.
ولا يجهل مسلم أن الله ينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي، ولا يحب الفساد، ولا يحب الخائنين، وأن آية المنافق إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان، وأن من الكبائر الموبقات: أكل الربا، وأكل مال اليتيم.
ولا يجهل مسلم شناعة الجرائم التي فرض الله الحدود عقوبة عليها، مثل قتل
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 456