نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 449
وأدب الجلوس إذا تجالسوا: (إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [المجادلة: 11].
فضلا عما زخرت به السنة من آداب تتعلق بالأكل والشرب، والباس والتجمل، والنوم واليقظة، والدخول والخروج، والسفر والعودة والتحية والاستئذان، حتى العطاس والتثاؤب وقضاء الحاجة أو قضاء الشهوة.
ثم إن المصدر الأساسي للإلزام الخلقي في الإسلام، ليسهو اللذة والمنفعة، ولا العقل ولا الضمير، ولا العرف ولا المجتمع ولا التصور ولا غير ذلك مما ذهبت إليه مدارس الفلسفة الخلقية، مثالية وواقعية، وإنما مصدر الإلزام، ومقياس الحكم الخلقي -في الأساس- هو الوحي الإلهي.
فالخير ما أمر الله به، والشر ما نهى الله عه، وبعبارة أخرى: الحسن ما حسنه الشرع، والقبيح ما قبحه الشرع، وليس معنى هذا أن الشرع يأتي بتحسين ما قبحه العقل، أو تقبيح ما يحسنه، فلم يعرف ذلك في الأخلاق الإسلامية، ولا في الشريعة الإسلامية كلها فهي شريعة ملائمة للفطرة السليمة، وموافقة للعقل الرشيد.
ولا غرو أن أطلق القرآن على أصحاب الأخلاق الفاضلة (يَا أُولِي الألْبَابِ) كما عقب على بعض أوامره ونواهيه بمثل قوله: (ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) [الأنعام: 151].
ولذلك تجد أن الأخلاق في الإسلام، لا تعتمد على مجرد الأمر الصارم، والتكليف التعبدي، بل تعتمد على مخاطبة العقول، واستثارة الضمائر، في أخلاق مفهومة معللة بالحكم، والمصالح المترتبة عليها في الدنيا والآخرة.
من مثل قوله تعالى في وصية لقمان لابنه:
(يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاَةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 449