نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 448
المبحث الثاني
القرآن الكريم والسنة النبوية مصدر الأخلاق الإسلامية
والأخلاق الإسلامية آداب ربانية: بمعنى أن الوحي الإلهي هو الذي وضع أصولها، وحدد أساسياتها، التي لا بد منها لبيان سمات الشخصية الإسلامية؛ حتى تظهر متكاملة متماسكة متميزة في مخبرها ومظهرها، عالمة بوجهتها وطريقها، وإذا التبست على غيرها المسالك واختلطت الدروب.
ولا غرو أن وجدنا القرآن الكريم ذاته يعتني ويهتم بتوضيح السمات الأساسية لخلق المسلم، من الإحسان بالوالدين، وخاصة إذا بلغا الكبر أو أحدهما، والإحسان بذوي القربي، ورعاية اليتيم، وإكرام الجار ذي القربي، والجار الجنب، والصاحب بالجنب، وابن السبيل والخدم، والعناية بالفقراء والمسالكين، وتحرير الرقاب، والصدق في القول، والإخلاص في العمل، وغض الأبصار، وحفظ الفروج، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر، والتواصي بالرحمة، والدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأداء الأمانات إلى أهلها، واجتناب الموبقات من الشرك، والسحر، والقتل، والزنى، والسكر، والربا، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات المؤمنات، والتولي يوم الزحف، وغيرها من كبائر الإثم وفواحشه إلى غير ذلك من الأخلاق الإيجابية والسلبية والفردية والاجتماعية [1].
حتى أننا نجد القرآن يعلم المسلمين أدب المشى إذا مشوا: (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ) [لقمان: 19]، (الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ) [الفرقان: 63]، (وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً) [الإسراء: 37]، وأدب التزاور إذا تزاوروا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلاَ تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمُ وَإِن قِيلَ لَكُمْ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) [النور: 27 - 28]. [1] انظر: الخصائص العامة في الإسلام (43).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 448