responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 437
الفصل الثاني
وسطية القرآن في الأخلاق
تمهيد:
معني الأخلاق: يعني بأخلاق القوى والسجايا النفسية الراسخة، التي تصدر عنها أنماط السلوك الإنساني الخارجي، من خلال إرادة حرة، وهي تمثل الصورة الباطنية للإنسان، كما أن الخلق يمثل الصورة الظاهرة، وكلاهما يكون حسنا أو قبيحا، والأصل في الخلق أن يكون اختياريا يكسب بالتخليق والجهد والمثابرة على التزام جانب التسامي، ولذلك يمدح به الإنسان أو يذم، ويثاب عليه أو يعاقب، بخلاف الخلق فهو فطرة مقسومة محدودة، لا مدخل لأحد فيها ولا اختيار، ولا يتعلق بها لذاتها مدح أو ذم، ولا يترتب عليها ثواب أو عقاب [1].
ومعلوم لدى أصحاب الفطرة السليمة أن الله تعالى فطر الإنسان على الخير، وركز في فطرته أصول الأخلاق والفضائل السامية، وركب فيه حب موافقتها، بغض إليه مخالفتها إلا من انتكست فطرته تحت وطأة البيئة، وضلال التربية، وإغواء النفس والشيطان والاختيار (الخلق) حينئذ يكون في اتجاه الإنسان مع أصول فطرته، ومقاومة عوامل التدني والتضليل المذكورة، وإلى ذلك يشير قوله تعالى: ( ... وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا *وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا) [الشمس: 7 - 10].
والإلهام: إلقاء الشيء في النفس، والمعنى: أفهم النفس الأمرين، أو عرفها حالهما، وما يؤدي إليه كل منهما، ومكنها من اختيار أيهما شاء، فيفوز من تطهر من الدنايا، ويخيب من طمس فطرته، ومعنى دساها: أخفاها بالفجور والمعاصي.
والآيات الكريمة تجمع بين الإلهام الإلهي للإنسان بمقتضى فطرته، والجهد الاختياري له في التزكية، أو التدسية.

[1] انظر: المنهاج القرآني في التشريع (408).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 437
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست