responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 387
ندم عبد الله بن عمرو بن العاص على تركه قبول رخصة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في تخفيف العبادة ومجانية التشديد) [1].
نموذج آخر: الزهد الغالي:
وقد ظهرت عند بعض الصحابة نزعة شديدة إلى العبادة والغلو فيها والانقطاع لها وحرموا على أنفسهم طيبات أحلت لهم فأنزل الله آيات تنكر عليهم هذا السبيل وتردهم إلى طريق الوسطية والاعتدال، ذكر الإمام الطبري (إن مجموعة من الصحابة منهم عثمان بن مظعون [2] وعلي بن أبي طالب، وابن مسعود: تبتلوا فجلسوا في البيوت، واعتزلوا النساء، ولبسوا المسوح، وحرموا طيبات الطعام واللباس إلا ما يأكل ويلبس أهل السياحة من بني إسرائيل، وهموا بالخصاء، وأجمعوا لقيام الليل، وصيام النهار، فنزلت هذه الآية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) [المائدة: 87].
يقول: لا تستنوا بغير سنة المسلمين، يريد ما حرموا من النساء والطعام واللباس، وما أجمعوا له من قيام الليل وصيام النهار، وما هموا به من الخصاء، فلما نزلت فيهم بعث إليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "إن لأنفسكم حقا، وإن لأعينكم حقا، صوموا وأفطروا، وصلوا وناموا فليس منا من ترك سنتنا"، فقالوا: اللهم أسلمنا واتبعنا ما أنزلت [3].
وقد ذكر هذه القصة بعض التابعين مرسلة ولها شاهد في صحيح البخاري من حديث سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- وقال: رد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على عثمان بن مظعون التبتل، ولو أذن له ختصينا) [4].

[1] مسلم شرح النووي، كتاب صلاة المسافر، باب فضيلة العمل الدائم (6/ 71).
[2] هو عثمان بن مظعون بن حبيب وهب الحمي أبو السائب من سادة ومن أولياء الله المتقين الذين فازوا بوفاتهم في حياة نبيهم فصلى عليهم وكان أول من دفن بالبقيع، انظر: سير أعلام النبلاء (1/ 153).
[3] تفسير الطبري (7/ 11).
[4] صحيح البخاري، كتاب النكاح، باب ما يكره من التبتل (6/ 145 رقم 5073).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 387
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست