نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 386
نموذج آخر:
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: دخل علي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعندي امرأة فقال: "من هذه؟ "، فقلت: فلانة لا تنام من الليل، تذكر من صلاتها قال: (عليكم من العمل ما تطيقون، فوالله لا يمل الله حتى تملوا"، وكان أحب الدين إليه ما دوام عليه صاحبه" [1]، وهذا توجيه نبوي كريم نحو الاعتدال والتوسط.
نموذج آخر:
عن أنس -رضي الله عنه- قال: دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسجد وحبل ممدود بين ساريتين. فقال: "ما هذا؟ " قالوا: لزينب [2] تصلي، فإذا كسلت أو فترت أمسكت به فقال: "حلوه، ليصل أحدكم نشاطه، فإذا كسل أو فتر فليقعد" [3].
فهذا الحديث يدل على أن النساء لم يكن أقل حرصا من الرجال على التزود من الخير، والتنافس في أعمال البر، وقد تجلى ذلك في هذه النزعة الجامحة نحو العبادة، ولكن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يقر هذا الجموح الضار، فعمد إلى الزجر عنه، وأمر بالوسط النافع ولنستمع الآن إلى تعليق الإمام النووي النافع حول هذين الحديثين فيقول: "فيه دليل على الحث على الاقتصاد في العبادة واجتناب التعمق، وليس الحديث مختصا بالصلاة؛ بل هو عام في جميع البر، وفي الحديث كمال شفقته -صلى الله عليه وسلم- ورأفته بأمته؛ لأنه أرشدهم إلى ما يصلحهم، وهو ما يمكنهم الدوام عليه بلا مشقة ولا ضرر فتكون النفس أنشط، والقلب منشرحا فتتم العبادة، بخلاف من تعاطي من العبادة ما يشق عليه فإنه بصدد أن يتركه أو بعضه أو يفعله بكفلة وبغير انشراح القلب فيفوته خير عظيم.
وقد ذم الله -سبحانه وتعالى- من اعتاد عبادة ثم فرط فقال تعالى: (وَرَهْبَانِيَّةً ابتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا) [الحديد: 27]، وقد [1] صحيح البخاري، كتاب التهجد، باب ما يكره من التشديد في العبادة (2/ 16 رقم 1151). [2] هي زينب بنت النبي -صلى الله عليه وسلم-. [3] صحيح البخاري، كتاب التهجد، باب ما يكره من التشديد في العبادة (2/ 16 رقم 1150).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 386