responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 344
وهؤلاء في الحقيقة يزعمون أن الله هو الفاعل الحقيقي لأفعالهم، بخلاف ما عليه أهل السنة، الذين يقولون إن الله هو الخالق والعبد هو الفاعل، ولذا ترتب على فعله الثواب والعقاب، وهؤلاء -الجبرية- يسمون بالقدرية المشركية, لأنهم شابهوا المشركين في قولهم: {لَوْ شَاءَ اللهُ مَا أَشْرَكنَا وَلا آبَاؤنَا} [الأنعام: 148] وهذا كلام ظاهر البطلان.

5 - القدرية:
وهم أتباع معبد الجهني [1] وغيلان الدمشقي [2]، وأتباع واصل بن عطاء [3]، وعمرو بن عبيد [4] من المعتزلة، ومن وافقهم، هؤلاء هم القدرية، وقولهم في القدر: إن العبد مستقل بعمله في الإرادة والقدرة، وليس لمشيئة الله تعالى، وقدرته في ذلك أثر، ويقولون: إن أفعال العباد ليست مخلوقة لله، وإنما العباد هم الخالقون لها ويقولون: (إن الذنوب الواقعة ليست واقعة بمشيئته الشاملة، وغلاتهم ينكرون أن يكون الله قد علمها، فيجحدون بمشيئته الشاملة، وقدرته النافذة، ولهذا سموا مجوس هذه الأمة, لأنهم شابهوا المجوس الذين قالوا: إن للكون إلهين: إله النور: وهو خالق الخير، وإله الظلمة: وهو خالق الشر.
والقدرية جعلوا لله شريكًا في خلقه فزعموا أن العباد يخلقون أفعالهم،

[1] هو المبتدع القدري معبد بن عبد الله بن علي الجهني البصري أول من قال بالقدر وكان ممن سمع الحديث عن ابن عباس وعمران بن حصين وانتقل إلى المدينة، ونشر مذهبه فيها وكان قد تلقاه من رجل نصراني يسمى سوسن، وأخذ عن معبد غيلان الدمشقي، قتله عبد الملك بن مروان وصلبه، سنة 80 هـ، الكامل لابن الأثير: (4/ 75).
[2] هو غيلان بن مسلم الدمشقي أبو مروان من البلغاء الذين أضلوا الناس، ثاني من تكلم في القدر ودعا إليه، وإليه تنتسب فرقة الغيلانية من القدرية، أفتى الإمام الأوزاعي بقتله فصلب على باب كيسان بدمشق بعد سنة (105هـ).
البداية والنهاية (9/ 34 - 35).
[3] واصل بن عطاء البصري، الغزال المتكلم البليغ المتشدق، الذي كان يلثغ بالراء فلبلاغته هجر الراء وتجنبها في خطابه، قال عنه أبو الفتح الأزدي: رجل سوء كافر، كان من أجلاء المعتزلة مات (131 هـ) انظر: ميزان الاعتدال (4/ 329).
[4] عمرو بن عبيد بن باب، أبو عثمان البصري المعتزلي القدري، اعتزل مجلس الحسن هو وجماعة معه، سموا المعتزلة، وكان يشتم الصحابة ويكذب في الحديث وهمًا لا تعمدًا، مات سنة 143 هـ. انظر ميزان الاعتدال (3/ 273).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 344
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست